followers

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 22 مارس 2010

رحلة إلى مصلحة الشهر العقاري






وصل الإعتصام إلى اليوم الثامن على التوالي .. مازالنا مرابطين في الموقع نطالب بحقوقنا الصحفية ونستهجن هذه الطريقة الغريبة في التعامل معنا ومازالنا على حالنا غير فاهمين لماذا يحدث هذا كله.. واليوم قررت أنا وعدد من زميلاتي الذهاب إلى الشهر العقاري لعمل توكيل لأحد المحامين للدفاع عنا في قضيتنا

كانت هذه هي أول مرة في حياتي أذهب إلى مثل هذا المكان .. فقد كنت أسمع عنه كثيرا ولكن لم أره من قبل وحقيقة عندما ذهبت لم أكن أتوقع أن أرى ما أراه

عندما وصلنا إلى البناية الخاصة به لم أصدق ما أرى .. كانت عبارة عن شقة في الدور الأرضي في أحد عمارات إسكان الشباب يتوسطها حديقة إن جاز لنا إطلاق هذا الأسم عليها يجلس فيها أفراد مختلفين وعدد من المتسولين لا بأس بهم

والسؤال الذي جال بخاطري : كيف يعملون في مكان غير أدمي مثل هذا أو كما أطلقت عليه إحدى صديقاتي تشعر أنها دخلت إلى "حمام" ولكنه قذر ولا أعرف لماذا ذهبت ذاكرتي حيث أفلام الابيض والأسود وجال بخاطري مشاهد عده منها

في البداية صعدنا سلم صغير حتى نصل للشقة وبجواره كان هناك منطقة ترابية بها عدد من الصخور يعلوها السلم لحظتها تذكرت "رشدي أباظه" عندما مثل دور اللص الذي أختطف فتاة صغيرة من أهلها حتى أحبها وتعلق بها وقرر أن يعيدها في النهاية إلى بيتها

صعدنا السلم

ودخلنا إلى عدد من الحجرات مفتوحه على بعضها البعض والدهان على حوائطها مرقع وقذر ويتوسط كل هذا الحجرات حمام في المنتصف لا أعرف لماذا تم أختيار هذا المكان له ويوجد بالطبع عدد من المكاتب يفترشه الورق والموظفين في ملل

سألنا : نريد أن نعمل توكيل؟؟

قالت :إذهبا إلى الحجرة الثانية إلى السيد:...... وبعد أن تنتهوا عودا إلى هنا مرة أخرى والسؤال الذي تبادر إلى ذهني : لماذ لا يقوم الجميع بكل المسئوليات ويكونوا أكثر من موظف فهذا سيوفر الكثير من الجهد والوقت وعفوا الشحططه .. ولكن بالطبع لم يكن أمامنا غير التنفيذ

وذهبنا إلى تلك الحجرة لم يكن الموظف بالداخل ويبدو أنه دخل الحمام الغريب الذي يقع في منتصف المكاتب وكانت تجلس معه موظفة أخرى لا أعرف ماذا تفعل بالضبط .. وعاد الموظف بعد قليل وأفترش مكتبه وهويتبادل النكات مع تلك السيدة وطلبنا منه التوكيل ولأننا بالطبع لسنا أول من نفعل فقد ضحك كثيرا وهو يقول : هو مصنعكم قفل .. مش كده

لحظتها تذكرت المحامي المخادع للطرف الآخر من القضية والذي أطلق علينا أسم العمال وابتسمت كثيرا لكلمته ولكني لم أشأ الرد عليه فهو ليس له أي ذنب ولا يعرف شيئا

تركت زميلتي تكتب التوكيل ومارست هوايتي في المراقبة .. بعد لحظات أخرجت الموظفة سندوتشات من الفول لتفطر رغم العدد الكبير الذي كان يوجد حولها وكل بمصلحته إلا أنها قررت أن تأكل حتى عندما طلب منها البعض الأوراق لم تستطع المجيء به بسبب تلوث يدها بالفول.. نظرت إليها طويلا تأكل بلا حرج وباستمتاع غريب وتطلب من زميلها أن يساعدها ويأتي لها بالورق لان يدها متسخة وكأن شيئا لا يعنيها.. ولكن كان الله في عونها فهي تعمل في مكان غير آدمي على الإطلاق لابد أن نلتمس لها العذر ولكن ماذا تعمل غير الجلوس والحكي على ذلك المكتب؟

أنتهينا من هذه الحجرة أخيرا وذهبنا مرة أخرى إلى السيدة التي راجعت الاوراق مرة أخرى وطلبت منا أن نذهب إلى الخزنة أولا لدفع فلوس التوكيل ثم نعود إليها مرة أخرى.. والخزنة لم تكن سوى حجرة ثالثة مجاورة وبها مكاتب إضافيه عليها موظفين واحد منهم كان يرتدي معصم أسود مثل الذي كنت أراه في الأفلام القديمة.. ذلك الرجل الذي كان يشقى دائما ليحصل على الملاليم في النهاية ها هو يجلس أمامي وكل ما عليه فعله هو أن يقول كم ندفع مقابل الورق وياأخذ المال وكفى..

أنتهيا منه وعدنا الي السيدة التي أعطت الورق لفتاة بجوارها وهي تقول ممتعضة : لقد عملنا كثيرا اليوم.. أريد العودة إلى منزلي

نظرت إليها طويلا في إندهاش .. هل حقا عملت كثيرا اليوم .. يبدو أن الأزدحام يضايقها بعد الشيء ويثير أعصابها أيضا.. راحعت تلك الفتاة الأوراق بعد ذلك قمنا بتصوير الورق وتوقيعه وعدنا لها من جديد لتقول لنا : باقي ختم المدير

حينها ذهبنا إليه .. كان في غرفة منفصلة حالها كان يبدو أفضل من حال الغرف الأخرى حتى تتميز ولكي تبدو غرفة مدير على ما اعتقد.. وعدنا للتصوير مرة أخرى وأنتهى كل شيء

نظرت نظرة أخيرة إلى تلك الغرف المتداخلة سيئة التقسيم .. ورأيت إناس كثيرين محتشدين كادحين وأولهم الموظفين رغم الروتين والملل الذي كانوا فيه .. وسألت نفسي هل هم فعلا راضين عن الوظيفة وعن المكان وعن كل شيء حولهم والأكثر هل هم راضين على أنفسهم ؟ وتكرر مرة أخرى على ذهني السؤال لماذا هذه الدائرة الكبيرة حتى نخرج ورقة واحدة في النهاية .. لماذا ؟ ولكني لم أبحث طويلا عن الجواب المهم أنني أخرجت الورقة في النهاية وفي نفس اليوم

نزلت السلم في بطء وأنا أنظر إلى ذلك الشيء الشبيه بالحديقة ويحيطه البنايات القديمة المتهالكة وانا أسأل لماذا يختارون أماكن مثل هذه للشباب غير القادر للعيش بها.. ألإنه غير قادر وكفى فيحكم عليه العيش بطريقة غير آدمية؟

توصلت في النهاية أن الظلم يوجد في أماكن شتي وان الأشياء غير المبررة سنجدها في أماكن عديدة وليس فقط في موقعنا

وقبل أن أعود مع زميلاتي عدت ببصري مرة أخرى إلى تلك المنطقة تحت السلم التي ذكرتني باللص الذي خطف الصغيرة ثم عاد إلى رشده في النهاية وأعادها إلى والديها

وتسائلت : هل سيأتي اليوم الذي يعود فيه موقعي إسلام أونلاين من خاطفية مرة أخرى وتستقر أموره.. أم أننا سنفقده للأبد؟

********************************************
ملحوظة

رحلتي في الشهر العقاري كانت خاصة بمبنى السادس من أكتوبر ولا أعرف شيئا عن المباني الأخرى ولكني أتمنى ألا تكون مثلها

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

المفارقات و التشبيهات البليغة جات في محلها الحقيقة
تخيلي لو كان كلام الموظف صح: "انتو مصنعكم اتقفل"! فعلا احنا لسه في نعمة
يعني لسه مسيطرين على المبنى و فيه امل ان يكون فيه تمويل جديد

sweet angel يقول...

visiting your blog