followers

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 22 يونيو 2007

نصف الكوب الفارغ




كانت تجلس هناك في ركن قصي من حجرتها.. منطوية ، تبكي بشدة وتشعر بحزن وبؤس لا نهاية لهما .. كان الوقت متأخر .. الكل نائم بالتأكيد ولا يوجد مخلوق تستطيع ان تحكي معه في هذه الساعة من الليل .. قامت من مكانها وجلست على مكتبها الصغير واضاءت المصباح ثم فردت امامها ورقة بيضاء مقررة أن تشكو لها وتخرج كل ما لديها على صفحتها البيضاء .. نظرت طويلا إلى الورقة في صمت ثم أمسكت القلم وكتبت قائلة:-1


ورقتي .. لم أعد قادرة أن أنظر إلى نصف الكوب الملئان هذا ان كان ملئان أصلا .. حالة من الإحباط تمتلكني هذه الأيام .. الحقيقة أنها كانت تحاول منذ فترة وكنت أقاومها بضراوة وأرفض ان تتملكني ولكنها في النهاية أصابتني وإنتصرت علىّ .. ولا أعرف إن كنت قادرة على الخروج منها أم لا؟


أحاول ان اتذكر تلك الكلمات التي كنت أقرأها أو أسمعها من القليلين حولي عن تلك الحياة الجميلة المشرقة والتي لا يوجد فيها شيء يدعو للإحباط والكآبة .. تلك الكلمات التي تدعوني للتفاؤل والضحك والسرور ولكني ما عدت أشعر بها فكل هذه الكلمات تبدو لي الآن شعارات مأفونة لا قيمة لها.. ودعيني أقول لك أسبابي


إنني أمشي في الطريق وفي كل خطوة اتعثر في شحاذ او شحاذة.. اجلس في القطار وأراهم ينظرون بقسوة إلى تلك السيدة العجوز التي تستعطفهم لتحصل على الملاميم منهم فقط لتأكل وليس أكثر.. ومعظمهم ينظر إليها في كره واشمئزاز ويراها تلك النصابة التي ستحصل على الكنوز منهم والتي تستهل أن تتسول بدل من أن تبحث عن عمل شريف لها.. ولكن ألم يفكروا هؤلاء للحظة؟ .. ألم ينظروا إلى كل تلك الخطوط التي ارتسمت على وجهها ؟.. ألم ينظروا إلى عينيها التي ابيضت من كثرة البكاء على الأيام المريرة التي تعيشها وهذا الذل الذي تراه؟ .. ألم ينظرو إليها وهي لا تكاد تقوى على ان تمشي أصلا ؟ .. فما الذي يدفع سيدة مسكينة مثلها لتطلب وتمد يدها إلا لأنها محتاجة فعلا


وهذا الكم الهائل من البراءة الملقاة في الشارع .. طفل ينتظر مصير أسود ويلقى الموت كل يوم .. يبكي ولا يجد من يسمح عنه الدمع.. يمرض ولا يجد من يداويه .. يصرخ متالماً .. ينتظر من ينتشله من تلك الحياة القاسية ولكن لا حياة لمن تنادي .. حتى من يحاول مساعدة هذا البائس، يساعده من بعيد ولا يجرؤ على الأقتراب من ذلك الكلب الأجرب حتى لا يعديه .. وبعد ذلك نحاكمه لأن الوغد قاتل ومدمن وسارق وكأنه هو من اختار مصيره بنفسه ولم نرسم له نحن طريق الهلاك بأيدينا


أما شباب اليوم ، جيل المستقبل ، الامل .. طاقة النور الذي لم يتعلم في حياته غير الفراغ والسطحية والمهارة الفائقة في تضييع الوقت .. ذلك الشباب الذي هو نتاج نظام التعليم الرائع الذي يعرف جيدا كيف يغلق العقول .. ولأن الشباب يعرف كما يقول هو بنفسة ان " مافيش فايدة" "فكبر الجمجمة" وظل طوال حياتة تائه لا يعرف فيما عاش ولا فيما مات


وهناك الذي تركها وسافر ثم عاد ناقم على كل شيء .. يكره البلد ويسب من فيها وكأنه ليس منهم ولا يتصف بصفاتهم .. عاد ناكر لكل شيء وأي شيء .. وكل ما على هذا الهمام هو ان يسب ويسب ويسب .. ولكن لا مجال عنده لمحاولة التغيير لأن هؤلاء المصريين سلبيين ومتخلفين وحمقى ورؤوسهم فارغة ومهما حاولت معهم فلن تنجح و و و و و .. ولا تحاول ان تجادل معه فهذا العقبري يعرف أكثر لأنه عاش مع الغرب حيث التقدم والديمقراطية والحرية و.. ..و.. ..و



أذكر ما قرأت في الكتب القديمة والحديثة عن حضارة عظيمة وصلت مسامعها إلى بلاد المشرق والمغرب لأفتح عيني على حضارة منهارة .. وأرى الدولة تموت وراء الدولة وكأنها ذبابة حقيرة تستحق القتل ولا تستطيع الدفاع عن نفسها .. فيها أطفال يموتون قبل أن يولدون وأطفال يعيشون ليعرفوا معنى الموت .. أما أهل هذه الدولة فيقاتلون بعضهم بعضا على شيء لا وجود له أصلا ويتركون عدوهم الذي يتربص بهم ويسعى لدمارهم يرقب ما يفعلون بنشوة بل تكاد من مكانك تسمعه يضحك ساخرا بصوت عال لأنهم جعلوا من أنفسهم فريسة سهلة له



أنا لن أذكر نفسي بماضي أقل ما نصفة به هو أنه "كان" ولن أبشر نفسي بمستقبل لا يمكنني رؤيتة لأنني أجلس هناك في بئر عميق جدا مظلم من جميع جوانبة فكيف لي أن أرى من موقعي هذا المستقبل .. كيف لي ذلك؟ .. الحقيقة الوحيدة التي أعرفها الآن هو أن السعادة وهم اخترعناه .. حلم جميل نعيشة للحظات قصيرة ثم نستقيظ على واقع مؤلم مرير وهؤلاء الذين استمعت لهم وصدقت أكذوبتهم عن السعادة والتفاؤل والحياة الوردية .. ليسوا سعداء أصلا بل هو مجرد إدعاء أحمق وإلا فلما ينهار معظمهم عند أول عقبة تواجهه ولما يموت معظهم بالاكتئاب؟


ورقتي .. ليس من طبيعتي الحزن فأنا أكره الحزن ولكني ما عدت أرى شيئا يدعوني لكي أسعد


تركت القلم ونظرت طويلا الى الورقة التي لم تعد صفحتها بيضاء كما كانت .. وبداخلها كان يدور صراع عنيف جعلها تتسائل هل أظل كما أنا بمبادئي مؤمنه أنني سأرى حياة أفضل يوما ما أم استسلم لنصف الكوب الفارغ؟؟؟




الأحد، 10 يونيو 2007

عقولنا حالات ماسنجر





طبعا السؤال اللي أنتم بتسألوه دلوقتي يعني ايه "عقولنا حالات ماسنجر" وأكيد أنا مقدرش أسيبكم كده تسألوا من غير ما يكون فيه إجابة




الحكاية إن أنا بعد التمحيص والدراسة والتحليل.. وجدت أن عقولنا تمر بحالات الماسنجر المختلفة على مدار اليوم خصوصا إذا كان صاحب/صاحبة هذا العقل يعمل أي "لدية وظيفة" ومش أي وظيفة ... وظيفة تتميز بكثرة التفاصيل وتضع صاحبها دائما تحت ضغط دائم


ولمزيدا من الفهم إليكم التفاصيل



الحالة الأولى .. online


يعني مصحصح.. وده في بداية اليوم.. انت جاي من البيت (ويا سلام لو كنت واخد دش ولابس الحتة اللي على الحبل ولاقيت المواصلات فاضية وكلة تمام) وعقلك بيكون صاحي ومفوق وأخر تركيز... وتبدأ يومك بكوباية النسكافية أو القهوة أو... الخ والساندوتش وتبدأ تشتغل وتقول بسم الله



الحالة الثانية .. busy


يبدأ عقلك يكون مشغول من كتر التفاصيل اللي وراك... عندك ميت حاحة لازم تخلص.. وفي حاجات لازم كلها تخلص في نفس الوقت ، ويبدأ عقلك المسكين يشتغل ويتعصر... ويروح هنا، ويفكر هناك ، ويطحن في كمية إجتماعات رهيبة و.. و.. و.. تعالوا على المرحلة اللي بعديها




الحالة الثالثة .. on the phone - out to lunch



والحقيقة ان المرحلة دي مالهاش وقت محدد يعني وبتكون على مدار يوم.. وفيها بتجيلك تليفونات كتير على تليفون الشغل أو على الموبايل.. والتليفونات يا إما بتكون شخصيه أو خاصة بالشغل ده غير الكلام اللي على الماسنجر... أما الاكل بقة أو كما يطلق عليها البعض "رمرمة العمل" بتكون عبارة عن حاجات مختلفة (سندوتشات الشركة على أكل من برة على شيبسيات وحاجات حلوة ده غير لو حد عزم عليك وخلافة ).. وعموما الحالتين دول ليهم دور كبير في المرحلة الجاية واللي بعديها






الحالة الرابعة .. be right back



عقلك في المرحلة دي يبتدي يروح ويجي... والتركيز يبدأ يقل وتنسى حاجات كتير جدا... وعموما أنت بتحاول في المرحلة دي انك تشرب نسكافية تاني لعل وعسى عقلك يظبط أو تقوم وتتمشى شوية ... أل يعني ممكن ترجع مصحصح زي الصبح بس دي كلها بتكون أحلام وأوهام ياولدي



الحالة الخامسة .. awy



في المرحلة دي بتكون تقريبا فقدت الذاكرة بعد يوم طويل من الطحن قصدي الشغل، والسؤال اللي دايما بتسألة لنفسك انا مين واية اللي جابني هنا ؟ وكأنك ياعيني كنت في غيبوبة وفقت دلوقتي وساعتها تقرر أنك تروح... وبتبقى ساعتها متبرمج يافندم... وبتروح ساعتها بعربيتك أو بتخدها مترو رجل أو ميكروباس رجل أو أي وسيلة موصلات رجل.. بتمشي تقريبا مش شايف قدامك وتقريبا عقلك بيكون متبرمج وحافظ الطريق وبيوجهك ازاي تمشي




أنا فكرة في يوم كنت فعلا تعبانة أوي والناس في المترو بتكلمني وانا مش قادرة أرد عليهم... كل اللي كنت بعملة ان ابص ليهم باسبهلال وبعدين ابتسم ابتسامة الميتين.. ومحدش يقول لي شكلها ايه ابتسامة الميتين دي علشان أنا عمري ما شفتها... وفاكرة الحوارات اللي اتقالت يومها



واحدة بصت علية وقالت : تلاقي عندها صداع.. قامت واحدة تانية ردت عليها وقالت ليها : اه أصل الكليات بتكون متعبة أوي ومذاكرة وسهر.. ، وانا طبعا في النص مش قادرة حتى أصحح المعلومات او أشارك في أي حوارات فأفضل زي ما أنا مسبهلة بابتسامة الميتين




الحالة السادسة والأخيرة .. offline



وساعتها بيكون ربنا ستر وانت روحت بيتكم بالسلامة... وعقلك يبدأ يدخل مرحلة الأوف لاين بس لسة متبرمج يعمل شوية حاجات... أول حاجة تعملها تدخل المطبخ وتتحول إلى وحش كاسر تلتهم كل مافية ومن فيه وطبعا لأن ما أكلتة في الشغل لا يسمن ولا يغني وذلك من وجهة نظرك الخاصة وممكن جنب الأكل تعمل حاجات تانية بس كلها ترفيهية



ثم تنطلق إلى السرير وتنظر له في حب وهيام وشوق وتكاد تبكي غير مصدق رؤيته ولو كان فيك النفس لكنت كتبت فيه أشعارا ، ثم تضع رأسك على وسادة وتحتضن أخرى ولا يجد عقلك القدرة على استرجاع أي شيء أو التفكير في أي شيء ، وتنام نوما عميقا وتحلم أو لا تحلم هذا حسب طبيعتك أنت ثم.... تررررررررررن المنبة يدق وكأنه شاكوش اعد خصيصا ليدق رأسك أنت وحدك لكي تستيقظ أيها الهمام وتبدأ يوم عمل مشرق جديد
وحينها تتذكر قول الشاعر: ونقوم ونام... ونام ونقوم... على شغل في شغل

على هامش البوست



بعد شهور من العمل لم يعد العقل قادرا على العودة مرة أخرى إلى حالتة الطبيعية وأصبح يمر فقط بحالتين


awy.. offline


والكارثة أن هناك احتمالات بأن يكتفي العقل بالحالة الأخيرة فقط.. وختاما أسأل الله لي ولكم العفو والعافية

الجمعة، 8 يونيو 2007

اليوم هو أول يوم فيما تبقى لي من عمر






هي كلمة كتبها الرائع واليام شكسبير... لا أدري ما الذي كان يقصده عندما كتب هذه الكلمة ولكني عندما قرأتها وجدتني أفسرها لنفسي بأن اليوم وكل يوم هو أول يوم فيما تبقى لي من عمر.. لأنني لا أدري كم يوما بقى في عمري ولا أدري متى سأموت
في يوم وضعت هذه الكلمة كشعار على "الماسنجر" ووجدت من عندي في القائمة يفسرها تفسيرات مختلفة
قالت لي أحدهم : كل سنة وأنت طيبه
أنا بستغراب : ليه
هي : مش بتقولي اليوم هو أول يوم فيما تبقى لي من عمر يعني إمبارح كان عيد ميلادك
وفي محادثة أخرى مع شخص آخر
هي : شكرا ياراما

أنا باستغراب بردوا : على ايه؟
هي : ماتعرفيش الشعار اللي أنت كاتبه على الماسنجر عامل فيه ايه ؟
أنا بابتسامة : قولي لي أنت فهمتيه إزاي

هي: أنا فهمته إن عمري يبدأ من اليوم وإني أنسى اللي فات ومافكرش فيه.. وبصراحة أنا كان في حاجات حصلت
مضيقاني بس رميتها وراء ضهري وقلت اليوم هو أول يوم فيما تبقى لي من عمر.. بجد شكرا
أنا مبتسمة تاني: العفو


هكذا فسرتها أنا وهكذا فسرها غيري... فكيف فسرتها أنت عندما قرأت اليوم هو أول يوم فيما تبقى لي من عمر ؟