followers

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 22 فبراير 2020

السيدة الأولى




R@M@نعم اليوم أحكي عنها ..عن التي حملتني في بطنها لمدة 9 أشهر
عن التي سهرت وكافحت وتحدت الصعاب حتى أصبحت ما أنا عليه اليوم
اليوم أحكي عن أمي .. أو المانا او uminaa .. أو أماااااااااه
قديما لم أكن أستطيع أن أحكي عنها .. فكنت أكتب سطرا أو اثينن أز حتى خاطرة صغيرة ولكني اليوم سأحكي عنها
أمي .. السيدة الأولى .. أغني لها (ماما جميلة .. ماما عسولة .. ماما أمورة .. ماما سنيورة .. ماما يا .. ماما غزال )
أو أحاول ان استفزها فأغني لها .. أنت يا ماما ملاك من الجنه .. تحت جناحك أعيش وأتهنى .. ماما بتخليني أغسل المواعين .. واغسل الغسيل .. فتقاطعني وتقول لي لا تغني هذه الأغنيه .. مش حلوة خالص يا أرأور
نعم انا أرأر .. أرأور .. تقف بجانبي دائما .. تسمعني .. نسمح لي عبراتي .. تناقشني مثل أي فلاحة مصرية أصيله فأمي من مواليد المنصورة من بلد تدعى ميت خيرون
تعشق السمك وتحب الريف .. عكسي فأنا لا أحب الذهاب إلى هناك كثيرا رغم أن هناك يقطن خلاني وخالتي الوحيدة خالتو ساميه
وهناك بنات خلاتي هند وهدير وهالة وابن خالتي المغترب حسام .. فهو يعيش في السعوديه
وأولادهم .. أيضا أولاد خالي محمد سميه وابنها مالك وأحمد ومحمد الناشيء الصغير في كره اليد
وأولاد خالي ذكي محمد وعلي واسراء .. عائلة كبيرة تقطن في المنصورة في ميت خيرون وطناح
أيضا خالي الصغير خليل وأولاده مصطفى وعمرو ومحمد وعبد الرحمن
أمي .. عانت من مرض السكر والقلب .. كما انها عانت من مرض سرطان الثدى وظلت في رحلة العلاج لأكثر من 7 سنوات حيث أذهب بها كل سنه إلى مستشفى المعادي للأطمئنان عليها
اليوم رغم تعبها ورغم انها لا تقوم بأي مجهود يذكر بسبب مرضها إلا.. انها صنعت لي بيدها محشي الممبار
شكرتها بشده عليه .. فأنا كنت في رحلة طويلة .. أنتهت بأن فقدت خاتمي في مطعم البرنس بحثا عن سيكو منبار ولكني لم أجده واليوم أكلت أحلى سيكو ممبار
بارك الله فيها وأطال في عمرها وجعل السيدة الأولى بجواري لتنير لي حياتي وتقويني وتحميني .. فأنا أشتاق كثيرا لحضن أمي حتى وأنا مثل الشحطة وحكاوي أمي وطبيخ 

أمي والشاي باللبن الذي أتناوله معها صباحا .. أعشقك أمي 

الثلاثاء، 7 يناير 2020

الجمعه

R@M@



يوم الجمعه هو عيد لكل المسلمين .. بفتكر لما تيجي ليله الخميس .. كنت أتنطط قدام بابا الله يرحمه واقوله بكره العيد ودلوقتي قدام ماما بكره العيد وحنعيد .. وهو فعلا عيد على المسلمين .. في رحمه كبيرة أوي من ربنا .. السماء بتكون مفتوحه يعني الدعاء مستجاب .. وكمان بنصلي على النبي صلى الله عليه وسلم .. يعني ربنا والملائكة بيصلوا علينا عشر صلوات... لكن الأهم من ده كله هو لمه العيله .. بفتكر ايام لما كان بابا معايا كان ينزل السوق ويشتري أحلى فطار وبابا كان ماهر جدا في الطبخ يحضر الفول بالطحينه ويعمل الطعميه في البيت ويحمر البطاطس ويعمل أحلى سلطه ويبدأ محمد الله يرحمه يجي ومعاه مراته وولاده يزيد وروفان .. ومنى أختي كانت تيجي ومعاها زوجها ابيه عاطف وولادها عمرو (جوني) وأحمد (منصور) وأختي الصغيره مي اللي هي دلوقتي متجوزة ومستنيه بنتها سنفوره .. وبعدين تبدأ منافسه الطبخ بين بابا ومنى ومي ... بس طبعا المعلم الكبير يكسب كان نفسه حلو أوي في الأكل .. دلوقتي الدنيا اتغيرت بابا ومحمد رحلوا الله يرحمهم ودلوقتي زيارات من أولاد أخي رحمه الله ومن مي وزوجها .. أو زيارات من عمامي وعماتي .. أو زيارات من خلاني وخالتي اللي في البلد .. وبيكون فيه أحلى أكل على الفطار والغدا والعشا .. وانواع مختلفه من الفاكهه لأن بابا الله يرحمه كان عارف اني سفاحه فاكهه .. بحب الفراولة وبحب الموز زي النسناس .. بحب جوز الهند والدوم لو حنعتبر دول فاكهه يعني .. انا بحب يوم الجمعه لأنه بركه وصله للأرحام وأحلى لمه للعيله الجميلة .. ربنا يجمعكم كلكم على الخير ويرحم من تركونا ويجمعنا بهم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء .. جمعه مباركه   

السبت، 21 ديسمبر 2019

ابن الناظر

R@M@



النهاردة مش حنتكلم على الراحل الفنان علاء ولي الدين .. رحمه الله بل عن أبي النقيب أشرف عبد المنعم عبد الرحيم .. ابن الناظر عبد المنعم عبد الرحيم إسماعيل 
ناظر المدرسة الإبتدائية التي كنت أدرس بها... مدرسة فلسطين ولهذه قصة أخرى ولكن اليوم أريد أن أتحدث عنه .. عن أبي الحبيب .. رحل أبي عن عالمي منذ 
ثلاث سنوات تقريبا .. زمن بعده فقدت قيمة الوقت وكأنه رحل عني بالأمس 
أذكر أدق التفاصيل حين ظللت بجوارة منذ الصباح حيث أكل كوب من الزبادي وشرب الماء والكلمة التي كان يرددها في ثقة أنا خلاص .. أنا أنتهيت يا مروة ولكني 
كنت اشد من أزره وأقول له .. أنا مريت باللي أصعب من كده يا بابا وشوف أنا بقيت إزاي دلوقتي 
أذكر إنتقاله بين السرير والكرسي .. وكيف انه قالي لامي حماها الله أتركني يا أم محمد .. أريد أن أنام قليلا 
نزلت للشارع قليلا أشترى له حنقه وقلت للطبيب ان ياتي معي ولكنه رفض فأعطاه أبي لنفسه ولم يكملها 
أذكر أنني كنت جالسه موليه ظهري له وكانت نجلاء الشرشابي تشرح طبخة جديدة ولكني أغلقت التلفاز وقلت : ياماما دي رغاية اوي وكاني أردت من الجميع أن 
يشاركني قلقي على  اعز الناس على قلبي وأن يتضامن العالم كله معي لان أبي كان ينازع في لحظاته الأخيرة وانا أحاول بكل الطرق أن أنقذه فهذا ليس الوقت 
المناسب ليرحل ويتركني الآن 
ثم التفت والدتي لترى أبي ساكن تماما على الكرسي .. لتقول امي في هلع : إلحقى أبوكي يا مروة شكلها غيبوبه سكر .. وأهرول مسرعه إلى الصيدليه ويأبي 
الطبيب الصيدلي ان يأتي معي ويأتي معي شاب صغيرة بين الصيدليه ليأتي معي شاب صغير وقتها نادت أمي على عمتاى  فقالت له إحداهما : احترس فظهره 
يؤلمه بشده 
أعطيته الحقنه وقلت له انه لم يكملها .. وقال لي اذهبي واحضري الطبيب
واهرول مسرعه لياتي معي الطبيب الذي أخبرنا من قبل بوفاه أخي ونظرت إليه كيف كان يحاول أن يسعف والدي وأنا بداخلي أرجو من الله أن تدب فيه الحياة مره 
أخرى ليقول لنا الطبيب : إنا لله وإنا إليه راجعون 
ليرحل أبي يوم الاحد 22فبراير 2016 .. وقت صلاة العصر .. 
أبي .. السهل الممتنع .. علاقتي به غريبة للغاية .. فيها نوع من التحدي .. نوع من الاكتشاف..  أبي كان يعشق بناته الثلاث .. حلمه أن يرزقه الله بفتاة ويضفر لها 
شعرها 
كل يوم كنت أكتشف شيء جديد في نفسي .. وأنا صغيرة أبي أصر على ارتدائي الحجاب ثم الخمار .. أمتنعت عن الذهاب إلى المدرسة لأني كنت رافضة لما قرره 
أبي لي ثم بعد سنوات إلتزمت بالحجاب كما اعدت منذ صغري ولم يتراجع عن رغبته يوما لأني كان يعرف أين تكمن مصلحتي
أبي تركني في مسيرتي التعليمية .. كنت اميل إلى الأدب .. وكما نقول الأدب فضلوه عن العلم .. فكنت أحب اللغه العربية والإنجليزيه وأكره شيء اسمه رياضة أو 
فيزياء أو كيمياء وكان عندي مدرس فيزياء يسخر من وزني الزائد ويمارس كل اشكال التنمر التي عرفتها  ويقول انني كنت أهتم بالوجبة المدرسية عن إهتمامي 
بالفيزياء إلا أن مدرسة علم النفس .. الأستاذة منى كانت تحن علي ومدرس اللغه العربية الاستاذ يحيى ومدرس اللغه الإنجليزيه الأستاذ محمد 
وصديقتي لمياء رحمها الله التي كانت تعشق اللغه الإنجليزيه 
أبي ظل بجواري حين قررت دخول كليه الإعلام .. كان يداعبني ويقول لي سأكتب لك تربيه .. أريدك أن تصبحي مدرسه .. فقلت له لأ إعلام أو أداب إعلام .. بالله 
عليك لا أريد التربيه .. رغم أن جدي وعماتي كانوا مدرسين كفؤء 
وكان في السوق يستمع إلى نتيجة التنسيق في الراديو وانا بالمنزل اسمعها أيضا حتى لحقت بالكليه كما أردت تماما وحينها صرخت كالمجنونه وقلت له : دخلتها 
يابابا .. دخلتها .. عملتها يا بابا واشترى لي ساعه هديه لدخولي الكليه مازلت أحتفظ بها حتى يومنا هذه 
أبي كان صديق وفي .. لعمو تحسين رحمه الله وعموصبري بارك الله في عمره وجعله وسط أحفاده وأولاده .. وعمو صبري يعرف أكثر مني كيف كان أبي الصديق 
المخلص الوفي 
أبي  كان قليل الكلام ولكنه كان رجل أفعال .. تركني مستقله لم يضغط علي في زواج أو غيره وتركني على راحتي وقبل رحيله بشهور قال لي : نفسي اجوزك يا 
بنتي قلت له : سيبك يا بابا تعالى نطلع عمره سوا 
وكان هذا أخر حلم لي مع الحج أشرف أن أسافر معه ونعمل عمره أو حج سوا.. لكنه رحل لكن بقت رائحته العطره في ملابسي التي وضعتها بجوار ملابسه في 
الدولاب .. أبي رحل بعد قوله للشهادة اكثر من مره وخرجت منه رائحه طيبة لا أعرف من اين أتت 
أظن أن أبي كان شهيدا .. فهو توفى مبطون بسبب مرض الكبد .. وداعا يا أبي سأظل على خطاك دائما.. سأنظر إلى صورك المتناثرة في المنزل وأترحم عليك واعلم أنك تراقبني من مكان جميل .. فلقد تركت دار الباطل وانت الآن في دار الحق 

رحمك الله يا أبي وجعل مثواك الجنه 

الاثنين، 16 ديسمبر 2019

ياسين



R@M@ 

أنت الحب الكبير .. الأول والأخير ولا غيرك يا حياتي .. ايه .. بقيت الأغنيه.. مش مشكلة .. عذرا راغب علامه .. اسفة مش فاكرة الباقي .. عارفين طبعا انا بتكلم على مين .. بنتكلم عن حبي الأول والأخير .. عن صديقي الصدوق .. مؤنسي في وحدتي .. برافو عليكو .. صديقي الصدوق يس .. ماي لاب توب .. الشهر اللي فات كان صعب عليه اوي ... لأني صحيت من نومي ونازلة مشوار وفجأة ملاقتيش يس في مكانة.. دورت عليه في الشقة كلها في كل دولاب وتحت السراير ... كنت حاسة اني ضايعه .. شكيت في أقرب الناس ليه.. وعدت أختي الصغيرة بمكافأة لو لقيته ..
فاكرة يوم اللي اتصلت بيها وقولت لها مش لاقيه يس يا مي .. راح فين يا مي .. أعااااااااااااااااا.. ياترى يس فين.. يا حبيبي يا يس .. يا قلبي يا يس .. يا روحي يا يس.. انت فين يا يس؟ .. كل يوم بنام واقوم افتكر انه هيرجع لوحده .. وفي يوم من ذوات الأيام لاقيت الشنطة مستخبيه تحت سرير ماما .. قلبت المرتبه وجبته .. كان كله تراب .. بس حسيت روحي رجعت ليه تاني .. طلعت الست اللي بتنضف شالته تحت السرير وماقلتش لحد ..
وقلت له
(ويلك ويلك ويلك) بجد كنت متوترة أوي الشهر ده .. بس الحمد لله انه رجع ليه تاني .. حمد الله على سلامتك يا يس .. ربنا يحميك ويخليك ليه على طول .. وسامحني ياللي في بالي .. غيابك أثر فيه نفسيا وماديا يا حبيبي .. أعااااااااااااااااااا
فاكرة يوم اللي اتصلت بيها وقولت لها مش لاقيه يس يا مي .. راح فين يا مي .. أعااااااااااااااااا.. ياترى يس فين.. يا حبيبي يا يس .. يا قلبي يا يس .. يا روحي يا يس.. انت فين يا يس؟ .. كل يوم بنام واقوم افتكر انه هيرجع لوحده .. وفي يوم من ذوات الأيام لاقيت الشنطة مستخبيه تحت سرير ماما .. قلبت المرتبه وجبته .. كان كله تراب .. بس حسيت روحي رجعت ليه تاني .. طلعت الست اللي بتنضف شالته تحت السرير وماقلتش لحد ..وقلت له(ويلك ويلك ويلك) بجد كنت متوترة أوي الشهر ده .. بس الحمد لله انه رجع ليه تاني .. حمد الله على سلامتك يا يس .. ربنا يحميك ويخليك ليه على طول .. وسامحني ياللي في بالي .. غيابك أثر فيه نفسيا وماديا يا حبيبي .. أعااااااااااااااااااا


إقرأ أيضا : 

السبت، 14 ديسمبر 2019

موقع البؤس الإجتماعي


R@M@


 

مروة .. 

ايه الغيبة الطويلة دي .. انت كويسة؟ .. بنحاول نوصلك ومش عارفين .. راما...كنت فين؟


الموضوع وبكل بساطة اني تعبت من موقع البؤس الاجتماعي قصدي التواصل الاجتماعي Facebook... كل حاجة فيها ميزة وفيها عيب بس انا لاحظت موقع البؤس قصدي التواصل الإجتماعي كله أخبار حزينة من موت ونميمه وتلقيح .. انا كنت بحس اني حموت بعد دقيقة أو هيجموا على الشقة في اي وقت وانا وبصراحه مش معايا سلاح ينفع :).. سلاحي الوحيد هو قلمي وممكن الصوت العالي لطلب النجده 
كمان الفترة اللي فاتت فقدت أغلى اتنين على قلبي الاب الشجاع أشرف عبد المنعم.. بابا حبيبي وأخويا محمد أشرف عبد المنعم أو "الليمبي" .. فتحولت إلى بنت البيت .. سبت النت والفيس والكتب وركزت أكتر في شغل البيت من سوق ومواعين والفرجة على المسلسلات الهندي اللي جابت ليه عته منغولى واحساس أكبر بالملل .. كان ماله الكوري .. 20 حلقة او حتى 15 وشوف المسلسل اللي وراه
كمان الفيس بيضيع الوقت بطريقة مفجعه ... بس بلاش نظلمه .. فيه عرفت اوصل لاصدقائي اللي بحبهم وفكرني بعيد ميلادي وقالي اني تميت 34 سنه .. عااااااااااااااااا.. بايني كبرت يا فخري .. بس انا حقول زي ما عمردياب قال .. أنا مهما كبرت صغير .. أنا مهما عليت مش فوق.. مش ممكن يوم أتغير 

الخميس، 12 ديسمبر 2019

x large

R@M@


الموضة الأيام دي الجسم الرشيق الأنيق اللي شبة المانيكان .. بس بيكون صعب أوي في الشتا .. لأننا بنكون محاطين بكل ما لذ وطاب من مشروبات ومأكولات تزيد الوزن وتشعرنا بالدفا .. زي مشروب السحلب والشيكولاتة والكاكاو .. والمعجنات اللي منها البيتزا والكريب والنودلز
فاكره اني شوفت الإعلان في التلفزيون بتاع بسكريم دارك .. بسكوته محشية كاكاو .. من بره كاكاو ومن جوه كاكاو واكله كاكاو شاربه كاكاو طالعه كاكاو نازله كاكاو مسافرة كاكاو مهاجره كاكاو متغرقة في الكاكاو .. وبصراحة لفيت على محلات مصر كلها اني ألاقيه مش لاقياه ... حد يقولي بيتباع فيه يا ناس .. حموت وأكل بسكريم ومش اي بسكريم لا بسكريم دارك .. يامي يامي
فاكرين فيلم x large لاحمد حلمي
شوفت المشوار كان صعب ازاي ما بين انا جعان وانا مش جعان
الأكل ده نعمه كبيرة اوي من عند ربنا وطبعا احنا لازم نقتصد فيها علشان صحتنا بس انا بحب الأكل ومش عندي مشكلة
اخواتي الحلوين ممتازين في عمل الأكل وانا ممتازة في أكل الأكل
أكل أكل أكل
large medium x large
تصالح مع نفسك وشوف اللي بيرضيك و
صباحكم شتا

الأحد، 8 ديسمبر 2019

my zorro

R@M@
 
 
 
 
محدش يظن أني حتكلم النهاردة عن أنطونيو بانديرس .. صاحب فيلم_the mask of zorro
انا حتكلم على زورو الصغير اللي بينادي عليه مروة حاذف كلمة عمتو من القاموس اللغوي بتاعه

في البداية قلت لأاخويا رحمة الله .. علشان خاطري سميه يس وكانت دي رغبتة ولكن بدل ما يقول يس قال يزيد
علاقتي بيه غريبة جدا ساعات أكون البنت الحكيمة أو البنت الشقيه أو عمتو الطيبة أو عمتو الشريرة
مامتي ساعات بتقولي انتوا مولودين فوق روس بعض
من فترة قريبة يزيد بات عندنا وقرر انه ميروحش المدرسة وطبعا عمل شوية شقاوة من اللي قلبك يحبهم .. وكان معاقب يعني مانتكلمش معاه ونتجاهله
الموضوع كان صعب عليه أوي .. يعني ازاي ماأتكلمش معاه .. متخانقش معاه ومضحكش معاه.. انا صحيح مش أم بس الموضوع كان صعب عليه أكتر منه
المهم في اليوم اللي بعدية يزيد فاق بدري وخضني خضة تمام فزعني المجرم الصغير ... كنت ساعتها مشغله الراديو على الموبايل بسمع أحمد يونس .. يزيد فضل جمبي وبيسمع معايا .. قلت له
يزيد بطل شقاوة واسمع كلام ماما واسمع كلام عماتك وتيته .. قالي : اسف .. كان نفسي اقولة تقبلته بس اليوم كان لسه في أوله
بعديها تزلت أجيب ليه حليب وبسكوت رغم انه معاقب وحهزت الفطار .. يزيد عاشق للحليب (تماما زيك يا محمد .. رحمك الله يا غالي ) .. محمد رحمه الله كان عاشق للحليب والشاي بحليب وأي حاجة ليها علاقة بالحليب .. قضيت النهار معاه كان كل شوية يقولي هاتي المكنسه أكنس شوية .. طيب هاتي الصابون علشان انضف الترابيزة (المنضده) .. تماما
زيك يا محمد .. وبعديها حصل مشكلة فيقرب مني ويضربني ويجري .. فاكر اننا في لعبه .. وكلام في سركم أنا كمان كان نفسي ألعب معاه
مواقف مع صديقي الصدوق يزيد
تشرب سحلب يا يزيد
هو يعني ايه سحلب
هو ده يا يزيد
يعني حبقى قوي لو شربت سحلب .. ايه نوع القوة
أكيد كان فاكر انه حيكون زي "بن تن   
يزيد إنت لازم تروح المدرسة سيبك من شغل البيت خليك في المدرسة أحسن
بس انا مش بحب المدرسة
نفسك في ايه لما تكبر يا يزيد وبعد طول انتظار بعد ما كان عاوز يشتغل سواق تكاتك أو بتاع كريب قالي عاوز اكون زيك .. كان نفسي أقوله أحذر يا صديقي بس جوايا كان مبسوط اوي
يعني عاوز تكون صحفي وتطلع في التلفزيون
ايه ده .. هو أنت طلعت في التلفزيون
أيوة
قصدك ان في كاميرات هنا بتصورك
حبيبي لا الموضوع غير كده خالص .. لما تكبر حبقى أقولك
يارب بارك في عمر يزيد وأجعله من الصالحين وأجعله قرة عين لأمه ولأبيه
شايف يا محمد يزيد عاوز يكون زيي .. انا حفضل معاه لحد لما يوصل لبر الأمان أوعى تخاف عليه

الجمعة، 5 مايو 2017

هابي فانوس



عين الجمل وكبده الشرقاوي والفول والزبادي والعصير سوءا كان تمرا أو برتقال وعرق السوس .. ماذا ايضا كنت تحضر يا أبي .. كنت نعم الأب وتحضر لي كل ما  اشتهيه .. كانت أمي تتشاجر معك حتى لا تأتي بالفول السوداني ولكني كنت أحبه فتشتري منه وتشتري الشيكولاته بالبسكوت وتشتري الكعك والبسكويت وكنت تطبخ لنا اشهي الأكلات .. كنت أتمنى ان تبقي معا كثيرا لأتعلم منك ولكن قدر الله وما شاء فعل 

هذا رمضان الثاني بدونك يا أبي وبدون أخي الصغير محمد الذي ترك لنا الصغير يزيد وروفان .. رحمكما الله .. سأكمل المسيرة يا أبي سأفرح من أجل أمي ومن أجل أختي ومن أجل أحفادك الجمال عمر وأحمد ويزيد وروفان .. وسأكون كريمه مثلك يا ابي .. سأخبر الجميع ان اللي خلف مامتش .. هابي فانوس .. يعني كل سنة والأمه العربية بخير وسلام . ورحم الله أبي وأخي وجعلهم من أهل الجنه ورزقنا واياهم جنه الخلد والعتق من النار 

الجمعة، 28 أبريل 2017

شريك حياتي

R@M@


رايتك من قبل في أحلامي 
كنت طويل 
عريض المنكبين 
ابيض 
وسيم بمعنى الكلمة ولكني ما تبينت ملامحك كانت غامضة 
انتظرتك طويلا 
تمر سنة وراء وراء سنة وهم يقنعوني أنك هو ولكن تفشل الأمور معهم 
دعوت ربي ليلا ونهارا 
وأنا على الفراش 
وانا في النافذه 
وانا في الصلاة 
ربي أريده طويلا وجميلا ويرتدي تيشرت أنيق 
ايام يأست وقلت ليس المهم الشكل .. المهم الأخلاق ولكن 
كما دعوت ربي 
اتيت لي 
كما تنميت 
احسست بالسعادة 
اريد ان اكون معك بالأمس قبل اليوم 
وان امضي معك عمري كله 
أحبك 
بل اعشقك بجنون 
يا أجمل من رأت عيني 
يا شريك حياتي 

الثلاثاء، 18 أبريل 2017

دم الشهيد

R@M@



يا بلادي يا بلادي أنا بحبك يا بلادي
قولوا لأمي متزعليش.. وحياتى عندك متعيطيش
قولولها معلش يا أمي.. أموت أموت وبلدنا تعيش
أمانة تبوسولى إيداها.. وتسلمولى على بلادي

انتهت الأم من تلاوة أذكار الصباح ثم تلت في خشوع القرآن الكريم ودموعها تنهمر رغما عنها.. فهي تفتقد وليدها الوحيد الذي راح شهيدا وهو في العشرينات من عمره في أحداث دامية وقت ثورة الخامس والعشرين من يناير الحالي.
مدينة السويس الشرارة الأولى لثورة ال25 من يناير حيث عاد من جديد  شبح المقاومة الشعبية ولكن بعد أن قام أهالي تلك المدينة بمقاومة باسلة ضد الاحتلال الإسرائيلي أصبح هذه المرة ضد الشرطة المصرية.
الشرطة المصرية التي أصبحت تمارس قهر غير عادي على أبناء هذا الشعب بكل طوائفه، وتهدر كرامته بكل كبرياء وغرور، وتجعل شعار لم يكتب ولكنه حقيقي وينفذ في السنوات الأخيرة وهي المواطن في خدمة الشرطة وليست الشرطة والمواطن في خدمة الوطن  
فهناك أمام قسم الأربعين.. عادت المقاومة الشعبية الباسلة ضد الشرطة وهناك تلقى ابنها رصاصة دامية  في قلبه بأيدي شرطي غادر من القناصة، فعلها وكأنه يقتل عدو له بدم بارد متحجر، رشقها في قلبه دون حتى أن يفكر في قدمه أو يديه حتى لا يرديه قتيلا ويتخلص من حياته في لحظة لم تمثل له أي شيء.
حينها شعرت الأم بها في قلبها قبل أن تستقر في قلب ابنها الشهيد ويلفظ أنفاسه الأخيرة إلى حيث جنة ربه.
جاء من ورائها صوت رجل كبير في أواخر الخمسينات: هل انتهيت يا حاجة فاطمة؟
قالت بصوت مختنق من العبرات : صدق الله العظيم ثم نظرت إليه وقالت في صوت باكي: هل سنذهب الآن ؟
أقترب منها ونظر في وجهها ثم قام بمسح الدموع من على خديها قائلا: لا بد أن نتحرك الآن حتى نلحق المحاكمة منذ بدايتها، فهي في التجمع الخامس كما تعلمين، سفر طويل ونسأل الله أن يعيننا على هذا الشقاء
ابتسمت الحاجة فاطمة في حزن مرير
قام وهو يربت على كتفها: سأذهب وأحضر حقيبة السفر
تركها والألم يعتصر في قلبه ودخل إلى الحجرة وفاضت الدموع من عينيه رغما عنه، فهو أيضا يفتقد ولده الوحيد وجلس على السرير يبكي ويبكي بانهيار محاولا ألا يحدث صوتا قائلا بخفوت: حسبي الله ونعم الوكيل، يتذكر قضاء الله  وقوله تعالى "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" فيحمده على كل شيء ويردد: إنا لله وإنا إليه راجعون.
يأتي صوت الأم من الخارج : يلا يا حاج .. أنا جاهزة
يمسح دموعه في سرعة فهو يريد أن يكون قويا أمامها قبل أي شيء، يريد أن يقف بجوارها رغم أنه حزين مثلها أو أكثر منها فلقد فقد ولده الوحيد الذي كان سيحمل اسمه بعد أن يرحل هو إلى الدار الآخرة ولكن حدث ما لم يكن متوقع ورحل الولد الصغير قبله، ينظر إلى نفسه في المرآة حتى يتأكد أن وجهه على ما يرام ويخرج وابتسامة تعلو شفتيه قائلا: هيا بنا
كانت تعلم أنه يعاني مثلها لكنها بادلته الابتسام وذهبت معه دون أن تحادثه


في جسمي نار ورصاص وحديد.. 
علمك في ايدي واسمي شهيد
بودع الدنيا وشايفك.. 
يا مصر حلوة ولابسة جديد

السيارة 128.. سيارة الأسرة الصغيرة التي كانت تقلهم في رحلاتهم المختلفة.. كانت تقلهم الثلاثة قديما في رحلات المصيف وإلى المستشفى لو مرض أحدهم وكثيرا ما أخذها ذلك الشاب محمد مع والده ليرو سويا النتيجة.. كان متفوقا، يحصل دائما على أعلى الدرجات، وتوقع له والده والجميع مستقبل باهر اختفى على يد ذلك الشرطي القاسي والغادر، قتله دون رحمة ليرضي غروره وكبريائه ونظامه الفاسد الذي كان عبدا عنده.
استقلا الوالدين السيارة وقال الوالد : أتمنى أن تتحمل السيارة رحلة السفر الطويلة تلك في الذهاب والإياب.. هيا يا فاطمة نردد سويا دعاء السفر
رددا الدعاء بعدها ظل الأب يفكر: ترى هل سيتم التأجيل مرة أخرى؟ لقد سئمت هذا البطء المزري.. لقد مر على وفاة ولدي شهور عديدة ولم أحصل على حكم واحد يريح قلبي أو قلب زوجتي.. لماذا يحدث كل هذا؟
أفكار كثيرة  ظلت تتصارع وتتصارع ولم يجد لها جواب واحد يريح قلبه
أم الأم فجلست جواره في شرود وأحداث ذلك اليوم المأساوي لا تغيب عنها، بل تتذكرها كل يوم، تتذكر وليدها محمد حين انتهت يوم 28 من يناير من صلاة الضحى جاء إليها وجلس بجوارها وقبل رأسها قائلا: سأنزل مع أبي يا أمي ومع أصدقائي
انقبض قلبها وقالت: أخاف عليك يا ولدي.. الشرطة تقتلكم وكأنكم أعدائها  
ابتسم في سخرية قائلا: نعم أعلم .. ادع لنا جميعا بالسلامة يا أمي.. سأعود لك على خير بإذن الله.. نحن لا نفعل شيء.. فقط نقول سلمية ولا نحمل سلاحا.. نقول "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".. ثم نظر إليها في هدوء قائلا: ألا تردين أن أنال الشهادة يا أمي؟
بكت رغما عنها واحتضنته بشده وهي تقول: كلنا نريد ذلك يا ولدي.. من منا لا يريد جنة ربه، ولكني لا احتمل فراقك.
احتضنها أكثر وهو يقول: سأحرص على أن أعود لك.. أعدك بهذا
أمسكته من وجهه في لهفة وظلت تنظر إليه طويلا دون كلمة.. كانت تشعر أنها لن ترى ذلك الوجه مرة أخرى وهذه هي آخر لحظة معه ولكنها نفضت هذا كله عنها وقالت له : في أمان الله يا ولدي.. الله معكم جميعا يا شباب مصر
قبلها على جبينها مرة أخرى فأخذته بشدة في حضنها وانقباض غريب يسيطر بالكامل عليها وشعور بالاختناق لم تجربه وهي في أشد لحظات المرض .. ونبضات قلبها تدق في خوف وانقباض
ودعت الأم بكل خوف الزوج والابن وبداخلها تردد دعاء واحد، أعدهما إلي يارب بكل خير وسلام
 الله أكبر .. الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله
تعالت أصوات الأذان في أرجاء السويس.. جلس محمد بجوار أبيه ووسط أصدقائه يستمعون إلى الخطبة وكل منهم يفكر فيما سيحدث لهم جميعا بعد الصلاة.. فالشرطة لم يروا منها ولو ليوم واحد أي شفقة أو رحمة أو حفظ لكرامة هذا الشعب، تتعمد إذلالهم وإهدار كرامتهم وكأنها أسياد لهم في مصر
قام الإمام للصلاة وأتم محمد الصلاة ورائه في خشوع وكأنها أخر صلاة سيقوم بها ويلقى ربه بعدها، فهو الآخر كان يشعر أن ساعاته في هذا الدنيا محدودة.
"يا حاجة..  سأشتري بعض العصائر من هنا وأعود" قالها الوالد وهو يفتح باب السيارة
نظرت إليه في شرود : حسنا.. لا تتأخر
عاد الوالد بعد وقت قصير واستمرت رحلة المعاناة بالنسبة إليهم.. فها هو صاحب الحق والمجني عليه يسافر ألاف الأميال من أجل حقه وحق ولده الشهيد
وهم في الطريق تظل الأم في شرودها وتعود مرة أخرى إلى ذكرى ذلك اليوم.. يوم الثامن والعشرين من يناير أو جمعة الغضب  كما أطلق عليها الجميع
يوم.. كانت الساعة فيه بطيئة وهي وحيدة بالمنزل.. وقلبها خائف ومنقبض بشده
الساعة تمر كالسلحفاة
اقترب وقت صلاة العصر
حتى سمعت صوت صراخ في الخارج
فخرجت إلى الشرفة في فزع
ووجدت إحدى الجارات فقالت لها: ما الأمر.. ما الذي حدث ؟
-         لقد قتل مصطفى بن الحاج حسين.. الشرطة قتلته
بكت أم محمد رغما عنها وحالة ضيق التنفس والاختناق تزيد وتزيد وقالت في ضعف: لا حول ولا قوة إلا بالله
أحست بوجع ثقيل في قلبها ونزلت من البيت حتى تساند جارتها علها تبعد عنها تلك الوحدة التي تشعر بها.
نزلت للشارع.. والدة الشهيد كانت تبكي بحرقة والجميع يهدئ من روعها ويذكرها بمنزلة الشهيد
ثم ظهر رجل كبير يشبه زوجها كثيرا،  يأتي من أول الشارع ومعه مجموعة من الشباب مصابين في أماكن مختلفة ولكنهم بدوا جميعا بخير عدا شاب واحد كان محمول على كتف ذلك الرجل.. نظرت الحاجة فاطمة للرجل غير مصدقة.. لا يمكن أن يكون هذا هو ولدها رغم شعورها بأنه كذلك.. أقترب الرجل أكثر.. فتبين لها أنه بالفعل زوجها
هرعت إليه وهي تقول في فزع وصوت أقرب للصراخ: محمددددددددددددددددد..  
بكى الوالد دون كلمة
أخذته منه في هدوء وفزع.. وتمدد أمامها الشاب القتيل على الأرض، ابتسامة غريبة تعلو وجه وكأنه يرى دنيا أخرى غير الدنيا التي نعيش فيها ولكن أمه رتبت على وجهه وقالت باكية: محمد.. عد إلي.. ليس الآن يا بني.. لم يكن هذا وعدك لي
أقترب منها أحد الشباب : كان ينقذ زميل لنا عند قسم الأربعين مات هذا الزميل ثم اقتنصت الشرطة ولدك، ثم.. ثم  ثم فاضت روحه إلى الله
صرخت الأم : لااااااااااااااااااااااااا .. لا يمكن.. اذهبوا به إلى المستشفى.. حاولوا معه
قال الشاب :  لقد استشهد كغيره.. المستشفى قالت أن الرصاصة التي دخلت قلبه قتلته فورا.. هو لم يتعذب كغيره.. وقال في صوت باكي : حمدا لله
"اه ه ه ه ه ه ه ه .." خرجت الجملة من فمها وهي بجوار زوجها فالتفت إليها قائلا: ما الأمر؟
ثم أوقف سيارته على جانب الطريق واحتضنها وهو يقول: نسألك الصبر يارب  
 ومسح دموعها بيده وهو يقول: يا أم الشهيد سنبكي عمرنا كله على ما حدث لنا.. فالفراق ليس هين..  ولكن علينا التجلد لنكمل الكفاح
تمر الساعات ببطئها المعتاد.. فالأوقات أصحبت حزينة ثقيلة منذ رحيل محمد عن الدنيا
 وتصل السيارة إلى مقر المحاكمة في التجمع الخامس.. محاكمة الضباط والمخبرين المتهمين بقتل الثوار في مدينة السويس
ووقف أهالي الضباط وأهالي الشهداء في انتظار الحكم
أهالي الشهداء يريدون أن يروا العدل فيما حدث لأبنائهم.. يريدون وبكل بساطة أن يسمعوا حكم الإعدام
وأهالي الضباط يريدون البراءة مع الاقتناع التام بذلك.. فالشرطة هي حامية الحمى.. دورها الدفاع عن الشعب وكل ما يحدث ليس له أي أساس من الصحة  
تمر الساعات ويأتي الحكم على غير ما توقع أهالي الشهداء، حكمت المحكمة ببراءة قتلة الثوار بكفالة 10 ألاف جنيه
صمت كبير يغلف المكان وكأن الجميع لا يستوعب ما حدث ثم غضب مهول من أهالي الشهداء وسؤال واحد يتردد : كيف حدث هذا؟ ولماذا؟
سباب كثير من الحرقة التي في الصدور
يهيئ إليك أن ثورة أخرى ستقوم أمام باب المحكمة تفوق ثورة الغضب المصرية
الأم تنظر حولها في ذهول وبجوارها زوجها.. تسمع أحد أهالي الضباط يتحدث إلى التلفزيون في نشوة ويقول: هذا هو العدل الذي ننشده.. فأخي لم يكن يوما قاتل بل يحافظ على أرواح الشعب
تسمع أب شهيد يقول: ابني لم يكن بلطجي .. ابني مات في سبيل مصر
ترى أم أخرى تحمل صورة ولديها المراهق الصغير وتبكي: أنظروا إليه.. هذا طفل لم يقرر يوما أن يكون بلطجي.. متى قرر أن يكون هكذا كما تقولون؟.. اتقوا الله.. اتقوا الله وبكت دما بدل الدموع
أم أخرى تتحدث إلى تلفزيون آخر : ما يصبرني هو أنني أعلم مكان ولدى.. وبكت قائلة: الجنة كما أخبرنا ربنا.. وعليهم أن يعلموا أننا سنظل وراء الحق ولن نتركه... حق ولدي الشهيد لن يضيع
هرج ومرج وأصوات وصراخ وبكاء وعويل وحرقة وذهول، وتقف الأم فجأة وتنظر إلى زوجها في مرارة قائلة: محمد.. ولدي
ثم تسقط فاقدة الوعي

طايرين ملايكة حوليا طير.. لحظة فراقك يا حبيبتى غير
هامشى معاهم وهاسيبك.. واشوف يا مصر وشك بخير
قالوا لي يلا على الجنة..  قلت لهم الجنة بلادي

وجدت فاطمة نفسها في مكان جميل يعجز اللسان عن وصفة
لم يعد هناك اختناق أو ضيق في التنفس أو امتعاض أو حسرة أو حتى ندم واستياء أو كل هذه المشاعر السلبية التي تنتابها من وقت لأخر.. بل راحة غريبة في قلبها..  لم يعد هناك انقباض بل شعور بالفرح
تحركت قليلا في المكان حتى وجدت شباب حلو المظهر تبدو راحة شديدة على وجهوهم وكأنهم لا يحملون أي هم كالتي يحملها الشباب في الدنيا
ابتسمت لهم وبادلوها الابتسام وتحركت في خفة غريبة وكأن هذا المكان كان معدا لها رغم أنه جديدا عليها..  اختفت حتى كل ألام جسدها وقدمها
تحركت حتى وجدت أريكة جميلة يجلس عليها بعض الشباب ومن بينهم وجدت أخر وجه كانت تتصور رؤيته ، قالت بدهشة: هل هذا أنت يا محمد؟
نعم يا أمي.. هو أنا
كم تبدو جميلا يا ولدي.. لم أرك هكذا من قبل وهذا، هذا المكان..  كم هو رائع.. سبحانك ربي
أنا لم أمت يا أمي
كيف يا ولدي وأنا....
قاطعها قائلا : "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".. أنا شهيد يا أمي.. أعيش في جنه ربي، هكذا وعدنا الله في كتابة الكريم.. أعيش في رضاء وسعادة، لم أعد أحمل هم الدنيا كما كنت من قبل... أنا وهؤلاء الشباب.. ألا يبدو ذلك على وجوهنا
اقتربت من ولدها واحتضنته بشدة وهي تقول : سبحانك ربي.. كم نفتقدك يا بني
أنا أيضا يا أمي ولكني بانتظاركما حين يحين موعد اللقاء.
أتمنى أن يكون قريبا.. لقد وحشتني كثيرا
إذن من سيكمل الدفاع عن حقي وعن حق كل شهيد بعد رحيلنا يا أمي
قالت بدون تفكير: بالطبع نحن يا بني.. من منا سيظل وراء الحق حتى يظهر
إذن أكملي المسيرة أنت وغيرك من شعب مصر يا أمي.. أمانة عليك لا تتركوا حقنا
وبنفس السرعة قالت الحاجة فاطمة : سأفعل يا ابني ..
وابلغي أبي السلام .. أحبك يا أمي .. أحبك
أحبك
أحبك
أحب
أح
وظل الصوت يختفي ويبعد والمكان يضيع ومحمد يتحول في لحظة إلى سراب حتى الشباب لم يعد لهم وجود واختفى المكان كله ووجدت فاطمة نفسها تقول فجأة : محمد .. محمد.. أين أنت؟ .. محمددددددددددددددد
رتبت على كتفها يد رقيقة قائلة: لقد استعادت وعيها.. كانت تلك اليد للممرضة بالمستشفى واستطردت: سأذهب واستدعي الطبيب
اقترب منها الأب في لهفة : هل أنت بخير؟
قالت في دهشة: أين أنا ؟
في المستشفى.. لقد أقلقتني عليك؟
نظرت إليه وهي تبتسم وقالت : لقد رأيته.. كان جميل للغاية
الأب : من؟
رأيت محمد ومعه أشخاص آخرين.. كان في مكان جميل.. حتى أنني أعجز عن وصفه.. للحظات تظن أنك في الجنة أو هو هكذا بالفعل.. كان كل تركيزي عليه هو.. محمد ولدي.. كان أجمل بكثير مما كان في دنيانا تلك.. اختفت كل ألامي حينما كنت هناك.. لم يعد هناك اختناق أو حسرة أو ندم وكأنها رسالة وصلت إلي من الله..
قال الأب في فرح: ما شاء الله.. وماذا رأيت في تلك الرؤية؟
فاطمة:  لا أذكر تفاصيل كثيرة ولكن محمد طلب مني أن نكمل الكفاح وأرسل لك يا زوجي السلام.. هو يفتقدنا كثيرا.. ولقد أخذت قراري لا بد أن نكمل ما بدأه هؤلاء الشباب.. لابد يا زوجي العزيز
تخرج الأم بعد استعادة الوعي بساعات قليلة وتعود مع زوجها إلى السويس وهم مصريين أكثر من ذي قبل على إكمال الكفاح، تزور قبر وليدها، تدعو له وتقرأ القرءان ثم تقول: لقد وصلت رسالتك يا بني سنكمل الكفاح.. لا تقلق  
وتشارك هي وأبيه في المظاهرات بمدينة السويس بعد هذا الحكم الجائر وتشارك في الاعتصام مع باقي أهالي الشهداء وتهتف بأعلى صوت لديها مع الجميع: يا شهيد.. نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح
 يا شهيد نام وارتاح... وإحنا نكمل الكفاح
وتنهمر الدموع أنهارا ولا تتوقف لحظة من أعين أم الشهيد
يا بلادي يا بلادي أنا بحبك يا بلادي
قولوا لأمي متزعليش.. وحياتى عندك متعيطيش
قولولها معلش يا أمي.. أموت أموت وبلدنا تعيش

أمانة تبوسولى إيداها.. وتسلمولى على بلادي