followers

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 15 مارس 2010

كيف ماتت الوردة ؟






تخرجت من الجامعه في عام 2006.. كليه الإعلام .. جامعه القاهرة هي الكلية التي أخترتها عن رضا رغم معارضة الكثير حولي من الأهل والأصدقاءوتوقعهم أنني أفعل أشياء غير مجديو

حاولت أن استمتع فيها بوقتي فقد كانت فرصة حقيقة لي للإستقلال والإعتماد على الذات والإنفتاح بعض الشيء وتكوين صداقات متعددة من هنا وهناك.. وكان لي صديقة مقربة تطلق على اسم الفراشة لأنني كنت أتنقل كثيرا ما بين الأصدقاء .. أمرح معهم وأقضي وقت جميل ولكني كنت لا أقيد نفسي بأحد.

وجاءت سنة التخرج وأنتهت بخبر سار وهو حصول مشروع التخرج على المركز الثالث في ملتقى الإبداع الصحفى بكلية الإعلام وأنتهى كل صله لي بالجامعه فأنا لا أهوى الأبحاث وبالتالي لم أقرر أن أكمل دراساتي العليا.. وإندهشت لذاتي حينما وجدت من حولي يبكي بكاء حارا .. يغرق من حوله بالأحضان والقبلات وكأن الدنيا توقفت عند هذا الحد .. لماذا لا أبكي مثلهم .. لماذا لا أشعر بما يشعرون به.. ألا يدركون أننا سنبدأ حياتنا العملية التي بالتأكيد ستكون مختلفة رغم إحباط أستاذة الجامعه لنا.

لكن عندما عدت إلى منزلي ودخلت حجرتي وبقيت فيها وحدي بكيت كثيرا وأدركت أنني لن أرى تلك الكلية التي أحببتها مرة أخرى، ولن أنطلق بين زميلاتي وقد أفقد معظهم ولا أعرف عن أحوالهن شيئا، لقد عشت وفقدت أربع سنوات في لحظة.. ولكن هذا لم يستمر طويلا فحب الكلية مازال باقيا وعلى أن أبدأ حياتي العملية

وبدأت رحلة البحث عن عمل مع صديقتي فاطمة.. ثلاث شهور من التعب المتواصل والبحث عن عمل وفي أماكن مختلفة وكان من ضمنها "شبكة إسلام أونلاين.نت" حين كان مقرها في الدقي لا أعرف لما أرتحت لهذا المكان كثيرا .. كنت أذهب لأماكن عمل أخرى ولكني أحرص أيضا على تواجدي هناك في هذا المكان باحثة عن فرصة عمل لديهم.

أول شخصيات تعاملت معهن لأن معظهمن من السيدات كان بالقسم بالإجتماعي.. كنت علاقة عمل بالبداية.. وكان هناك حرص ممن حولي على أن أتعلم شيئا جديدا مع إن الكلمة التي كنت أسمعها من أستاذتي بالجامعه دائما " إن لم تتعلموا الآن لن تتعلموا بعد ذلك.. فالحياة صعبة" وبعد فترة ليست بطويلة حصلت على أول وظيفة لي وظيفة "محرر مساعد" بالقسم وأكتسبت أول صفة في هذا المكان أن أعلم غيري كما تعلمت أنا

بعد ذلك رأيت أكثر من مجرد الحرص على أن أتعلم شيئا جديدا رغم عدم وجود أي صلة بيني وبين هؤلاء.. فبعد فترة قصيرة أصبح هذاالمكان كبيتي ورغم كل قراءاتي عن عدم الخلط بين العمل والحياة الشخصية لكنني لم أستطع غير أن أعيش هذا الشعور .. نعم أنا في مكان عملي وأيضا في بيتي

حباني الله بمديرتين أتلقى منهم مهامي اليومية كل يوم ولكني كنت أجد منهم الحرص على تعليمي وإقحامي في المؤتمرات والفعاليات كأنهم كانوا يحاولون أن يخلقوا مني شخصية مختلفةعن فتاة الجامعة حتى أنني قلت لإحداهما يوما " أنا موظفة مدللة، ماذا سأفعل لو ذهبت لمكان عمل آخر ولا ألقى كل هذا الحب والدلالوالإهتما"

عندما كنت أذهب لمؤتمر أو فاعلية كنت أعرف الناس بإسلام أونلاين ..فالناس كانت لديها الفكرة التي عندي منذ الصغر فهذا الموقع عبارة عن مجموعة من الأحاديث النبوية وأدعية وأذكار وآيات قرآنية وبها محررين قاديمين من الفضاء.. فكنت أقول لهم نحن نتحدث في مختلف مناحي الحياة الأخبار والأجتماع والثقافة والفن وأيضا الفتوى والدعوة ولكن من منظور إسلامي وكنت أتحدث أكثر عن القسم الإجتماعي الذي أعمل به وأيضا كنت أقابل من يعرف هذا الموقع جيدا وكنت أشعر بالسعادة عندما أجد أحد مما أقرأ لهم وأحبهم يتحدث عنه مثل د/أحمد خالد توفيق "كاتب الشباب" عندما قال أنه أكثر المواقع وسطية

هذا غير زميلات وزملاء العمل .. خصوصا زميلات العمل فهناك تعرفت على أطفالهم الذين تعلمت منهم الكثير أيضا أبسطها البراءة والإخلاص والحب

وبعد فترة خرج مشروع القناة الاجتماعية "قناة أنا" والتي كان جزء منها إسلام أونلاين ولكن هنا كان على الفريق أن ينفصل البعض يذهب إلى القناة والآخر حيث هو في إسلام أون لاين .. كانت فترة صعبة خصوصا مرحلة بث القناة الفضائية ولكني إستهواني العمل هناك كثيرا إلا أنني حاولت أن أكون على تواصل مع من أحب وبعد فترة ليست طويلة تقرر إغلاق القناة وعودة المعينين إلى إسلام أونلاين مرة أخرى وبالطبع وجدت نفس المشهد الذي رأيته في الجامعة الدموع والأحضان والقبلات وأنا جامدة كالصخر حتى أويت إلى حجرتي وقضيت ليلتي أبكي على مشروع لم يكتب له أن يأخذ فرصة في الحياة ولو قليلا

ولكن الخبر السار في الموضوع أنني سأعود إلى هناك مرة أخرى حيث الإستقرار والأمان والناس التي أحبها
مكان العمل تغير والطريق أصبح أصعب ولكن لا بأس
حتى ظهرت أزمه ولكني لم أبالي بها في البداية هذا مكاني وأستمر لفترة 10 سنوات وسيستمر وعلى العاملين هنا أن يكفوا عن الحديث ولا يروجوا الشائعات ولكن الأزمة ظلت موجودة والأوضاع مازالت في تدهور
لم أعد أرى ابتسامة الصباح إلا قليلا
لم أعد أرى غير إناس تفصل بينهم حواجز مكتبية ويعملون فقط إرضائا لضمائرهم والقلق يعصف بهم
الجيمع يحمل الهم .. ففي هذا المكان تكونت أسر مهددة بالإنهيار
في هذا المكان تكونت قيم ورسائل وأشياء لن يراها غير من يعمل بها أو تحديدا في من يعمل في هذا المكان
واليوم في الاجتماع الصباحي الجميع جالس وتحمل عيناه سؤال واحد : ماذا بعد؟؟
جلس الفريق في فضفضة مع بعضهم البعض .. يحكي ويقول ويدافع .. كدت أن أبكي من بعض الكلام فيها رغم أنني لا أبكي الآن مازالت أنتظر ورغم قلقي واضطرابي وحيرتي وخوفي إلا أنه لم يحن الوقت بعد..
حتى قالت هي : أتعلمون كيف تموت الوردة ؟؟
نظرنا إليها في تساؤل
قالت :عندما يقطفها أحدهم ليعطيها لمن يحب أو عندما يدهسها أحد ما في طريقه غير مبال بها رغم أنها تتميز بجمال الألوان والشكل البديع إلا أن عمرها قصير للغايه ولكن ما يميزها أنها تحوي البذور التي تنتشر في أماكن مختلفة
فإذا كان إسلام أون لاين مكان جميل يحمل رسالة رائعة فقد يحكم البعض بالقضاء عليه لأنه يملك وريقات من المال وخطه للتطوير ويلغي كما يلغي غير مبال بأي شيء
وقد نبقى نحن ونحاول الدفاع عن حقنا قليلا ولكن قد يقدر الله وينتهي هذاالحلم ويغلق المكان.. ومن يعلم؟ قد تكون هذه فرصة من رب العالمين لينتشر هذا الخير كله في أماكن أخرى .. فنحن من نحمل الرسالة ويجب أن نكملها أي كان مكاننا

ولكن أتعلمون الخوف الحقيقي أن تجمع هذه البذور في مكان واحد حتى يصيبها التجمد.

تمت.

هناك 3 تعليقات:

مزايا العقارية القابضة يقول...

. ومن يعلم؟ قد تكون هذه فرصة من رب العالمين لينتشر هذا الخير كله في أماكن أخرى .. فنحن من نحمل الرسالة ويجب أن نكملها أي كان مكاننا
ولكن أتعلمون الخوف الحقيقي أن تجمع هذه البذور في مكان واحد حتى يصيبها التجمد

أعجبتني كثيرا تسلم إيدك ياراما

Unknown يقول...

شاء الله يا راما كتابتك جملية اوي

غير معرف يقول...

احلى حاجة ياراما فى كتاباتك انها بتوصل بجد للقلب على طول وبحس انها بتلمسنى اووووى وبتوصل للإحساسى على طول ..عايزة اقولك انى بجد عنايا دمعت وانا بقراها بس نرجع ونقول..رب ضارة نافعة وان شاء الله ربنا هايكرمنا كلنا للإننا ببساطة بنشتغل وبنعمل من قلوبنا وبضمير

somaia