followers

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 5 أبريل 2010

مستر هابي





اليوم تقلع طائرته
معلنه قراره بالرحيل من جديد
وهذه المرة قد تطول فترة السفر قليلا
فلم يعد هناك سبب لإقامته في مصر.. إنتهت رسالة الماجستير ولا يريد أن يكمل رسالة الدكتوراه هنا بسبب تعقيدات في دولتي لا يجد لها داعي وحتى يتمكن من الموكوث عليه أن يكون صاحب عمل ما.. حاولت إقناعة بفتح مطعم ما هنا بما أنه طباخ ماهر.. حاولت إقناعه أن محل "للفول والطعمية" لن يكلفة الكثير ولن يحتاج غير أن يجني منه أرباح كل شهر ولكنه قرر أن يسافر ويكمل رحلته وخطة حياته الطويلة في بلد أخرى مع وعد بزيارات ولقاء

صديقي سعيد أو "هابي" كما أعتدت أن أناديه.. لقد طلب مني بالأمس أن أهدي لك كلمة أمام الناس جميعا ولكني لم أستطع.. فأنا سيئة للغاية في الحديث عن أمور تتعلق بالمشاعر والأشخاص وعادة ما تهرب مني الكلمات فلا أجد ما أقول ولكني سأحاول هنا أن أخبرك وأخبرهم أيضا القليل جدا عن هابي الصديق والمدير والإنسان والطباخ الماهر والفليسوف العظيم والمحارب

معك تعلمت ألا أعيش دور الضحية.. فأنت لا تحب الشكوى والبكاء.. تطلب مني دائما السعي وراء مطالبي حتى لو فشلت.. وأنا أحاول أن أفعل ذلك منذ تعرفت عليك يا صديقي .. أحيانا يغلبني ضعفي ولكني أصبحت أحاول أكثر من ذي قبل

لم تسخر أبدا من فعل فعلته .. خصوصا عندما أنشأت صفحة على الفيس بوك "لحذائك الجديد الذي يشبة الكوتشي" الذي اشتريناه لك هدية في عيد ميلادك .. البعض وجدني تافهة ولكنك لم تفعل وقلت لي أنه من الجميل أن نهتم بتفاصيل الأشياء.. بأدق التفاصيل حتى لو كانت صغيرة أو مهملة وكتبت على الصفحة مقولة لشاعر اسمه محمد الماغوط الذي قال: الفنان الحقيقي هو الذي يرى الجمال في اتفه الأشياء

منك تعلمت عادة وصف كل ما أراه حولي.. الناس والشارع ووسائل المواصلات .. كنت تؤكد لي أن هذا يخلق كاتبا مميزا.. هذه العادة ملازمة لي حتى اليوم ولا اعتقد أنني سأتركها

رغم أنني لا أفقه شيئا في عالم الزهور بأختلاف أنواعها.. إلا أنني تعرفت معك على بعض منها وتعرفت خصيصا على صباح زهرة الياسمين الذي سيغيب عني لفترة طويلة

فليسوف أنت.. ترافق سعاد أختك التي تعيش في فلسطين وأنت هنا في القاهرة.. وتكتب عن البحر الذي يكمن بداخلنا.. وتسافر بعيدا مع فيروز.. وغيرها من الجمل الرائعة التي كنت تكتبها دائما فأفهم بعضها وأحب الأخرى حتى ولو لم أفهمها

تلبس قناع الغرور وخصوصا عندما تتحدث مثل الفلاسفة وتضع ساق فوق الأخرى لتداري خجلا غير متوقع من شخصية مثقفة مثلك.. خجل يبدو جليا في وجهك لمن يعرفك فقط

كنت حماسي مناضل شامخ.. تذكرني دائما باخوانك هناك وكنت تسعى دائما لبث تلك الروح المقاتلة في داخلنا جميعا ولست أنا فقط

كنت كثيرا ما تختلف معي خصوصا في فترة عملي معك في القناة وكنت حينها ترتدي ثوب المدير الآمر النهائي الذي لا يعجبه شيء.. ورغم ذلك ظللت الصديق ولم تتكون لدي مشاعر الحقد والكراهية تجاهك كما يحدث بين علاقة المدير والموظف الصغير.. وعلمتني كيف نختلف دون عداوه

رأيت فيك أيضا الطباخ الماهر .. الذي أبتكر لنا كثيرا من الأطعمة وأمتعنا بها في مناسبات مختلفة.. أشهرها المقلوبة التي كانت آخر فطار رمضاني لنا سويا في القناة وآخر وجبة في الإعتصام قبل رحيلك

كنت تحتفظ لنفسك بمجموعة خاصة من المصطلحات التي لا يقولها غيرك .. ورقي أسلوبك وأنت تناديني بمروة خانوم.. بالإضافة إلى لهجتك التي تميزك كثيرا عن غيرك

شكرا على كل هذه الأشياء القيمة التي أهديتني إياها يا هابي والتي لم أذكرها كلها بالتأكيد ولم أعطها حقها أيضا

وصدقني أبدا لن أنساها وسأعلمها لغيري كما تعلمتها منك عدا الطبخ بالتأكيد فأنت تعلم أنني لا أفقه فيه شيئا

رأيت في عيون الجيمع بالأمس حبك رغم عجز بعضهم عن التعبير بالكلام

رأيت دموع البعض لفراقك

ولكني اليوم تذكرت يوم وداعك سابقا حينما كنا نعمل سويا في القناة .. كان صعبا ومؤلما ولكن هل تعلم.. أدركت أهميته حين ودعتك هذه المرة

قلت للجميع انك ستعود

ستغيب نعم

وقد تطول المده

ولكننا سنلتقي

فلترحل يا صديقي في سلام .. وتابعنا دوما بأخبارك

ونحن جميعا في إنتظار اللقاء




صباحكم مسا


جروب حذاء سعيد

هناك 4 تعليقات:

MarwaAshraf يقول...

منتظرك وصولك علشان تقرأها ان شاء الله ياهابي

وسلامي لسعاد أهم حاجة :)

مزايا العقارية القابضة يقول...

سلامي كثيرا لسعيد وإن لم تتح لي الفرصة للعمل معك بشكل قريب ...

توصل بالسلامة وترجع مصر زائرا ومقيما إن شاء الله بالسلامة

abeertoson يقول...

وفقك الله ياسعيد وسنفتقدك بشده وننتظر سماع اخبار نجاحك ولقاؤك عند عودتك لبلدك التانى مصر

غير معرف يقول...

والله سعيد فعلا من الشخصيات المتزنة اللى احترمتها وزعلانه انه لم تتاح لى فرصة حضور حفله السفر ولن اسمهيا الوداع ،،، بدء العقد ينفرط

روضة