R@M@
النهاردة مش حنتكلم على الراحل الفنان علاء ولي الدين .. رحمه الله بل عن أبي النقيب أشرف عبد المنعم عبد الرحيم .. ابن الناظر عبد المنعم عبد الرحيم إسماعيل
ناظر المدرسة الإبتدائية التي كنت أدرس بها... مدرسة فلسطين ولهذه قصة أخرى ولكن اليوم أريد أن أتحدث عنه .. عن أبي الحبيب .. رحل أبي عن عالمي منذ
ثلاث سنوات تقريبا .. زمن بعده فقدت قيمة الوقت وكأنه رحل عني بالأمس
أذكر أدق التفاصيل حين ظللت بجوارة منذ الصباح حيث أكل كوب من الزبادي وشرب الماء والكلمة التي كان يرددها في ثقة أنا خلاص .. أنا أنتهيت يا مروة ولكني
كنت اشد من أزره وأقول له .. أنا مريت باللي أصعب من كده يا بابا وشوف أنا بقيت إزاي دلوقتي
أذكر إنتقاله بين السرير والكرسي .. وكيف انه قالي لامي حماها الله أتركني يا أم محمد .. أريد أن أنام قليلا
نزلت للشارع قليلا أشترى له حنقه وقلت للطبيب ان ياتي معي ولكنه رفض فأعطاه أبي لنفسه ولم يكملها
أذكر أنني كنت جالسه موليه ظهري له وكانت نجلاء الشرشابي تشرح طبخة جديدة ولكني أغلقت التلفاز وقلت : ياماما دي رغاية اوي وكاني أردت من الجميع أن
يشاركني قلقي على اعز الناس على قلبي وأن يتضامن العالم كله معي لان أبي كان ينازع في لحظاته الأخيرة وانا أحاول بكل الطرق أن أنقذه فهذا ليس الوقت
المناسب ليرحل ويتركني الآن
ثم التفت والدتي لترى أبي ساكن تماما على الكرسي .. لتقول امي في هلع : إلحقى أبوكي يا مروة شكلها غيبوبه سكر .. وأهرول مسرعه إلى الصيدليه ويأبي
الطبيب الصيدلي ان يأتي معي ويأتي معي شاب صغيرة بين الصيدليه ليأتي معي شاب صغير وقتها نادت أمي على عمتاى فقالت له إحداهما : احترس فظهره
يؤلمه بشده
أعطيته الحقنه وقلت له انه لم يكملها .. وقال لي اذهبي واحضري الطبيب
واهرول مسرعه لياتي معي الطبيب الذي أخبرنا من قبل بوفاه أخي ونظرت إليه كيف كان يحاول أن يسعف والدي وأنا بداخلي أرجو من الله أن تدب فيه الحياة مره
أخرى ليقول لنا الطبيب : إنا لله وإنا إليه راجعون
ليرحل أبي يوم الاحد 22فبراير 2016 .. وقت صلاة العصر ..
أبي .. السهل الممتنع .. علاقتي به غريبة للغاية .. فيها نوع من التحدي .. نوع من الاكتشاف.. أبي كان يعشق بناته الثلاث .. حلمه أن يرزقه الله بفتاة ويضفر لها
شعرها
كل يوم كنت أكتشف شيء جديد في نفسي .. وأنا صغيرة أبي أصر على ارتدائي الحجاب ثم الخمار .. أمتنعت عن الذهاب إلى المدرسة لأني كنت رافضة لما قرره
أبي لي ثم بعد سنوات إلتزمت بالحجاب كما اعدت منذ صغري ولم يتراجع عن رغبته يوما لأني كان يعرف أين تكمن مصلحتي
أبي تركني في مسيرتي التعليمية .. كنت اميل إلى الأدب .. وكما نقول الأدب فضلوه عن العلم .. فكنت أحب اللغه العربية والإنجليزيه وأكره شيء اسمه رياضة أو
فيزياء أو كيمياء وكان عندي مدرس فيزياء يسخر من وزني الزائد ويمارس كل اشكال التنمر التي عرفتها ويقول انني كنت أهتم بالوجبة المدرسية عن إهتمامي
بالفيزياء إلا أن مدرسة علم النفس .. الأستاذة منى كانت تحن علي ومدرس اللغه العربية الاستاذ يحيى ومدرس اللغه الإنجليزيه الأستاذ محمد
وصديقتي لمياء رحمها الله التي كانت تعشق اللغه الإنجليزيه
أبي ظل بجواري حين قررت دخول كليه الإعلام .. كان يداعبني ويقول لي سأكتب لك تربيه .. أريدك أن تصبحي مدرسه .. فقلت له لأ إعلام أو أداب إعلام .. بالله
عليك لا أريد التربيه .. رغم أن جدي وعماتي كانوا مدرسين كفؤء
وكان في السوق يستمع إلى نتيجة التنسيق في الراديو وانا بالمنزل اسمعها أيضا حتى لحقت بالكليه كما أردت تماما وحينها صرخت كالمجنونه وقلت له : دخلتها
يابابا .. دخلتها .. عملتها يا بابا واشترى لي ساعه هديه لدخولي الكليه مازلت أحتفظ بها حتى يومنا هذه
أبي كان صديق وفي .. لعمو تحسين رحمه الله وعموصبري بارك الله في عمره وجعله وسط أحفاده وأولاده .. وعمو صبري يعرف أكثر مني كيف كان أبي الصديق
المخلص الوفي
أبي كان قليل الكلام ولكنه كان رجل أفعال .. تركني مستقله لم يضغط علي في زواج أو غيره وتركني على راحتي وقبل رحيله بشهور قال لي : نفسي اجوزك يا
بنتي قلت له : سيبك يا بابا تعالى نطلع عمره سوا
وكان هذا أخر حلم لي مع الحج أشرف أن أسافر معه ونعمل عمره أو حج سوا.. لكنه رحل لكن بقت رائحته العطره في ملابسي التي وضعتها بجوار ملابسه في
الدولاب .. أبي رحل بعد قوله للشهادة اكثر من مره وخرجت منه رائحه طيبة لا أعرف من اين أتت
أظن أن أبي كان شهيدا .. فهو توفى مبطون بسبب مرض الكبد .. وداعا يا أبي سأظل على خطاك دائما.. سأنظر إلى صورك المتناثرة في المنزل وأترحم عليك واعلم أنك تراقبني من مكان جميل .. فلقد تركت دار الباطل وانت الآن في دار الحق
رحمك الله يا أبي وجعل مثواك الجنه