في رحلة عودتي إلى منزلي بعد يوم عمل مرهق.. وجدت مكان للجلوس في عربة مترو الأنفاق ومارست هواياتي في مراقبة الناس من حولي ومحاولة استنباط في ماذا يفكرون وسط هذه الأحداث التي نعيشها؟
حتى وقع عيني عليهما.. طفلتين تجلسان بجوار أمهما التي يبدو أنهن كل ما تملك وهي كل ما يملكن في هذه الحياة.. ودخل إلى المترو بائع جائل يبيع الشيكولاته بخمسون قرشا وأنا أعرف طعمها جيدا فهي سيئة للغاية ولا تستحق سعرها
حينها قالت الفتاة الصغيرة : أريد واحدة
ابتسمت لها أمها وقالت : لا .. حنشتري من برة شيكولاته أحلى بكتير .. انا اشتريتها قبل كده لستو(الجده) .. فاكرينها
قالت الكبيرة : ايوة.. كانت جميلة أوي يا ماما .. حتجيبي تاني منها مش كده
ابتسمت لهما الأم فقبلت الفتاة الكبيرة الأم على كتفها ووضعت رأسها عليها وكأنها تطلب منها الحماية .. حينها عادت تلك اللحظة لي .. فقدت الزمن والمكان وساورني القلق على ما تمر به البلد هذه الأيام رغم راحتي بعد استقراري على موقف أجد أنه الصائب.. يوما ترعبني كوابيس في الليل تشعرني أن النوم لم يأتي لي للحظة وأصحو ولا أتذكر منها شيئا وفي لحظات أخرى أشعر بانقباض غريب داخلي ولا استطيع تفسير ذلك فأنا منذ بداية هذه الأحداث وأنا لا أتوقع ما الذي سيحدث بعد ساعات قليلة.. هل سنفقد آخرين ؟ هل سيتعامل هذا السفاح بمنطق آخر بعدما فعل ما فعل وقتل من قتل أم ستمر الأيام هادئة و....
أعود مرة أخرى بنفس الانقباض.. أحاول أن أسترجع هل مرت المحطة التي يجب أن أنزل بها أم لا .. أنظر إلى ساعاتي لأعرف الوقت من جديد
لم تأتي محطتي بعد .. حمدا لله
أنظر مرة أخرى إلى الطفلتين حتى تأتي الصغيرة وتجلس على قدم والدتها وتسأل في براءة : هو المترو عنده سواق ولا ماشي لوحده
الأم : لا طبعا في سواق وإلا كانت جنات ضاعت مني .. لما الراجل قال للسواق أقف في بنت عاوزة مامتها وبتعيط .. يلا إحنا حننزل
جنات : ماما أنا خايفة
حملتها الأم وضمتها إليها وهي تقول : متخافيش يا جنات.. ماما هنا
نظرت إليهم في ود وأنا أرقبهم ينزلون ولكني رددت مثل جنات : أنا كمان خايفة.. وخايفة أوي
_______________________________________________________________-
هذه القصة من وحي ركوب المواصلات في أيام ثورة الغضب
حتى وقع عيني عليهما.. طفلتين تجلسان بجوار أمهما التي يبدو أنهن كل ما تملك وهي كل ما يملكن في هذه الحياة.. ودخل إلى المترو بائع جائل يبيع الشيكولاته بخمسون قرشا وأنا أعرف طعمها جيدا فهي سيئة للغاية ولا تستحق سعرها
حينها قالت الفتاة الصغيرة : أريد واحدة
ابتسمت لها أمها وقالت : لا .. حنشتري من برة شيكولاته أحلى بكتير .. انا اشتريتها قبل كده لستو(الجده) .. فاكرينها
قالت الكبيرة : ايوة.. كانت جميلة أوي يا ماما .. حتجيبي تاني منها مش كده
ابتسمت لهما الأم فقبلت الفتاة الكبيرة الأم على كتفها ووضعت رأسها عليها وكأنها تطلب منها الحماية .. حينها عادت تلك اللحظة لي .. فقدت الزمن والمكان وساورني القلق على ما تمر به البلد هذه الأيام رغم راحتي بعد استقراري على موقف أجد أنه الصائب.. يوما ترعبني كوابيس في الليل تشعرني أن النوم لم يأتي لي للحظة وأصحو ولا أتذكر منها شيئا وفي لحظات أخرى أشعر بانقباض غريب داخلي ولا استطيع تفسير ذلك فأنا منذ بداية هذه الأحداث وأنا لا أتوقع ما الذي سيحدث بعد ساعات قليلة.. هل سنفقد آخرين ؟ هل سيتعامل هذا السفاح بمنطق آخر بعدما فعل ما فعل وقتل من قتل أم ستمر الأيام هادئة و....
أعود مرة أخرى بنفس الانقباض.. أحاول أن أسترجع هل مرت المحطة التي يجب أن أنزل بها أم لا .. أنظر إلى ساعاتي لأعرف الوقت من جديد
لم تأتي محطتي بعد .. حمدا لله
أنظر مرة أخرى إلى الطفلتين حتى تأتي الصغيرة وتجلس على قدم والدتها وتسأل في براءة : هو المترو عنده سواق ولا ماشي لوحده
الأم : لا طبعا في سواق وإلا كانت جنات ضاعت مني .. لما الراجل قال للسواق أقف في بنت عاوزة مامتها وبتعيط .. يلا إحنا حننزل
جنات : ماما أنا خايفة
حملتها الأم وضمتها إليها وهي تقول : متخافيش يا جنات.. ماما هنا
نظرت إليهم في ود وأنا أرقبهم ينزلون ولكني رددت مثل جنات : أنا كمان خايفة.. وخايفة أوي
_______________________________________________________________-
هذه القصة من وحي ركوب المواصلات في أيام ثورة الغضب
هناك تعليق واحد:
تسلم ياراما
كلنا خايفين مش انتي بس
اللي بيتعامل مع مجنون مش بيقدر يتوقع تصرفاته ولا ردود افعاله بس هو طريق مشيناه ولازم نكمله واللي علينا اننا ندعي ان ربنا يلطف بينا ويدينا القوة اللي تخلينا نكمل
بس زي ماكانت جنات خايفة
لسه فيه حضن وايد بتطبطب ماتقلقيش :)
إرسال تعليق