لم أركب الخيل في حياتي مطلقا وأحيانا أخشى الأقتراب منهم ولكنني أعشقهم بدرجة كبيرة.. أشعر بأن لدي الكثير والكثير لأقوله حول هذا المخلوق النبيل الذي كرمه الله بصفات ندر وجودها بين بني البشر حتى أنني لا أعرف من أين أبدأ الحديث.. ولكن لنبدأ بالحديث عن جمال الخيل.. الخيل جميل الطلعة، عندما أراه أجد له طله وهيبة.. له ذيل طويل منمق وشعر ناعم منسدل على رقبتة، عيناه جذابتان عادة ما أراى فيهما الحزن والتأمل.. أما ألوان الخيل فمتعددة ولكن كلها ساحرة
وصفات الخيل رائعة حقا.. فرغم أنه قوي البنية إلا أنه مرهف الحس بدرجة كبيرة.. نبيل وعزيز النفس.. مخلص وصديق أمين لمالكة.. كما أنه كاتم أسرار صاحبة فعادة من يملك الخيل يصادقة ويحكي له عن أدق أسراره.. ويقولون أن لغة الحديث بين الخيل وفارسه هو اللمس والفارس الماهر هو من يجد التآلف والود بينه وبين فرسه عن طريق اللمس كما أن الخيل يتميز بوجود الحاسة السادسة وله قدرة كبيرة على الاحساس بالخطر
أما عن الخيل في حياتي الخاصة فكما أشرت أنني لم أقترب منه مطلقا في حياتي إلا أنني أتمنى أن أفعل ذلك ولو يوم واحد.. أراقبه حينا وهو يجري فأنا أعشق أن أرى الخيل يجري وأتمنى أن أنطلق مثله في أرض الله الواسعة بكل حرية لا يقيدني شيء وحينا أخرى أركب على ظهره ليجري بي دون توقف ثم نجلس سويا على هضبة المقطم في ليلة سمائها صافية ومضيئة بقمر مكتمل.. أحكي له فيها عن كل شيء في نفسي وأعطيه من حبات السكر والجزر.. ثم أعود به إلى بيته وأودعه مع وعد بقضاء يوم آخر مثل هذا .. أعتقد أنني لو فعلت هذا سأكون أسعد نساء الأرض ولن أنسى ذلك اليوم في حياتي
ورغم حبي الشديد للخيل إلا أنني لم احلم يوما بإمتلاك أحدهم يمكن لأنه بالنسبة لي حلم صعب التحقيق ولكن يراودني حلما آخر أراه ممكنا بإذن ربي.. ففي قرارة نفسي قررت أن أول ولد يرزقني به الله ساسميه "جواد" ليتربط اسمه بالخيل منذ الصغر فيربى على خصالة وينشأ فارس نبيلا صادقا مخلصا.. ولا شيء بعيد عن الله
الحديث عن الخيل لا ينتهي ولكن لكل حديث كما يقولون نهاية وسأنهي قولي بمقولة قالها العرب قديما عن الخيل حيث قالوا ثلاثة من نعم الله : زوجة صالحة ، و حصان أصيل ، و سيف بتار