followers

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 14 يوليو 2007

وداعا منى




لا أعرف لماذا كلما أبدأ في كتابة هذه المدونة بالذات لا أجد ما اكتبه.. أو بمعنى ادق عاجزة عن كتابته.. يدي تسير ببطء شديد جدا على لوحة المفاتيح ويمكن أن يكون ذلك بسبب كم المشاعر الكثيرة والمتناقضة التي أحملها داخلي .. أختي "منى" التي عاشت معي ما يقارب من عشرين عاما من عمري تركتني السبت الماضي7-7-2007وتزوجت .. كنت أشعر بفرحة شديدة لها ولكن في نفس الوقت كنت أريد البكاء

تكبرني "منى" بعام واحد والناس يقولون عن من مثلنا " فوق روس بعض" ... كنا نتشاجر كثيرا لقرب السن بيننا ونتصافى أحيانا أخرى ... كانت كتومة تفضل الوحده دائما .. كانت لا تثق بأحد بسهولة .. بداخلها كم كبير من المشاعر الجميلة ولكنها دائما كانت تتعمد إخفائها .. لأنها تخاف على مشاعرها بشده ولا تسمح لأي شخص بجرحها.. أقرب من كان لها من العائلة جدتي لأمي رحمها الله وخالي الصغير .. ثم بعد ذلك أعطت كل ما لديها من حب وثقة ومشاعر إلى"عاطف" ذلك الفتى الأسمر الطيب والكريم إلى أقصى حد .. نعم اعطته هذا بعد عناء لخوفها الشديد على مشاعرها وقلبها ولكنه أصبح لها نعم الصديق والأخ والزوج



عاطف أعرفة منذ أن كنت في الجامعة لأنه كان في نفس الكلية التي كانت فيها اختي يسبق أختي بسنة واحده.. لم أتعرف عليه جيدا إلا عندما جاء لخطبة أختي وعندما أقتربت منه وجدت شخصية خفيفة الظل كريمة وطيبة جدا .. أعتدت عليه بسرعة كبيرة وأصبح " صديقي الصدوق " بسرعة أكبر



قبل الزواج بعدة أسابيع كنت فرحة بدرجة كبيرة.. أمزح مع أختي وأقول لها لن نتشاجر على الحاسوب بعد اليوم وسأجلس عليه كما يحلو لي .. أقول لها أيام وتذهبي وتتركي لي سريرك ولن انام بجانب الصغيرة مي ونتشاجر حول الذي يأخذ مساحة أكبر من الثاني ولن نقسم الأراضي السريرية بيننا ثانية.. ثم جاءت ليلة7-7-2007وباتت أختي خارج البيت لأنه كان مزدحما بالناس والأطفال وكان مزعج إلى حد كبير .. يومها دخلت إلى حجرتنا ونظرت إلى سريرها الخالي وأحسست بإنزعاج شديد وعرفت حجم الكارثة وأدركت ان اختي ستذهب حقا لتعيش بعيده عني في مكان آخر .. كانت لدي رغبة شديدة في البكاء ولكني حتى لم أستطع البكاء









يوم 7-7-2007



في اليوم التالي منذ الصباح كنت بجوار اختي .. أساعدها في كل ما تريد محاولة تعويض تقصيري معها في الأيام السابقة بسبب عملي ... ومن وقت لآخر كنت انظر إليها طويلا ... أو أقوم بتقبيلها او احتضنها وكأنها ستسافر بلا عودة




يوم 7-7-2007كان غريبا بحق ... وحدثت فيه العديد من المفارقات .. في السابعة مساء جاء "عاطف" العريس إلى الكوافير ليأخذ "منى" كان معة ثلاثة من أصدقائة وكان مع "منى" انا و"ياسمين" و"يارا" بنات عمتي وهؤلاء القلة كانوا المعازيم لفترة طوووووووووويلة جدا



ذهبنا في البداية إلى الأستوديو ليلتقطوا بعض الصورة التذكارية.. وكنا حولهم نحن السته .. "يارا" الوحيدة التي كانت تعرف ان تزغرد وبذلت مجهود خرافي حقا.. كنت احاول مساعدتها ولكن الصوت الذي يخرج لم يكن زغردوة بل كان صوت أشبة بصرخة ظرازان رجل الغابة .. لذلك فضلت الصمت واكتفيت بالابتسام واالتصفيق


الطريق إلى الفندق كان مزدحم جدا وطويل وبطيء .. قابلنا العديد من العربات التي تزف العرسان والعرائس ومعظهم يشغلون اغنية سعد الصغير " النهاردة فرحي ياجدعان".. عاطف كان يريد أن يصل إلى القاعة بسرعة وأنا كنت أريد أن تتوقف الساعة


نظرت إلى عاطف وقلت له : انا حاسة بغضب كبير ناحيتك أوي يا أبيه " هكذا أعتدت ان أنادية مازحة "..1


عاطف : يعني اعملك ايه يعني يامروة


انا : في حل حلو اوي


عاطف : اللي هو


انا : مش لازم تاخد منى النهاردة


عاطف : لاااااااااااااا... خاليكي غضبانة أحسن




توقفنا في الطريق لفترة طويلة ... في البداية قالوا لنا " عمود وقع وقفل الطريق " وبعدها بكام ميل قالوا لنا " دي حادثة .. عربية وقعت من فوق الكوبري"... لكننا لم نبالي وعن نفسي قلت " ياواد طنس خالص " ... وصلنا القاعة بعد وقت ليس بالقصير ولم يكن هناك غيرنا نحن الستة وقليل من الناس حتى ان منظم الفرح في الفندق أشفق على أختي وظل يصفق معنا محاولا فعل شيء وكانت "يارا" المناضلة لازالت تزغرد وحدها وان إنضم لها في تلك اللحظة والدة محمود احد أصدقاء عاطف



توافد المعازيم بعد ذلك والفرح كان هاديء جدا وجميل والحمد لله ... أبي كان فرحا بشكل غير طبيعي وظل يرقص مع عاطف ومنى طوال الفرح ... أول مرة أراه فرحا بشدة هكذا ... وظللت أنظر إلية طوال الفرح باستغراب شديد ومازالت كلما أراه حتى يومنا هذا أنظر إلية مبتسمة وأقول له " انت غريب أوي يا بابا"..1



انتهى الزفاف في الثانية عشر ليلا تقريبا ... وطريق العودة لم يكن أحسن من طريق الذهاب.. توقفنا لفترة أيضا وعندما سأل "سامح" صديق عاطف الذي قام بتوصيلة في سيارتة والذي تعب معنا كثيرا عن السبب قالوا " واحد داس على قطة وموتها".. ولكن بعد ذلك عرفنا أنها كانت إصلاحات في الطريق


قال سامح لعاطف مازحا : عمود نور وقع وحادثة عربية فيها ثلاثة ماتوا وواحد داس على قطة .. منور يا عاطف


عاطف : بجد في تلاتة ماتوا


سامح : ايوة


عاطف مكررا : تلاتة ماتوا


سامح : لو زعلان أوي كده خليهم إتنين


أنا بكلم نفسي : ياواد طنس خالص



أكثر ما لفت انتباهي هو المشاركة الوجدانية التي يتمتع بها الشعب المصري .. فطوال الطريق نسمع عبارات مثل " مبروك ياعريس .. عقبالنا .. ألف مبرووووك" أو أن يقوم سائقي السيارات من حولنا بتشغيل الكلاكس معنا .. فمن مكاني هنا أقول لهم شكرا لكم



وصلنا إلى بيت العروسة وودعناها وعدت إلى المنزل وكنت لا أطيق البيات فيه ، فذهبت للبيات عند عمتي التي تسكن فوقنا متحججة بأسباب مختلفة .. كنت فرحة لأن أختي فرحة وحزينة ومتعبة بشدة فلم أفكر في أي شيء ونمت ولكني لم أنم قريرة العين






أخيييرا


أختي "منى " جميلة كنت في فرحك وبالرغم من أن بيني وبينك 15 دقيقة فقط إلا أنني أشعر أن المسافة اكبر من ذلك وأنني سأفتقدك كثيرا جدا .. ولكن أنا سعيدة لأنني أراك سعيده .. حقيقة لساني يعجز عن الكلام لذلك سأكتفي بأن أقول أحبك أحبك أحبك



صديقي الصدوق "عاطف" .. أعلم أنك كريم وطيب وحسن الخلق وأنك ستهتم بأختي الكبيرة وتضعها في عينك ولكني لا أستطيع أن أمنع نفسي من أن أقول لك " خد بالك منها أوي يا "أبيه" وعمرك وعمرك وعمرك ما تزعلها أبدا " ..1



أما انت يا مروة فأقول لك .. هذه هي سنة الحياة ومبارك لك حصولك على لقب أخت العروسة وعقبالك يوم8-8-2008 أو 9-9-2009 أو.... المهم يكون تاريخ حلو زي بتاع منى

;)




بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير