شوفتي اللي حصل
إيه؟؟؟؟
عمو أحمد بابا عاطف مات
بجد.. إمتى وإزاي
هكذا تلقيت خبر وفاته.. فجأة بدون أي مقدمات.. لا استطيع أن أفسر شعوري حينها لأنني حقا عاجزة على أن أجد له أي تفسير.. كل ما جاء في ذهني وقتها مشهد رأيته في بيت أختي يوما، حينما كان زوجها عاطف ممدد على الأريكة ورأسه على قدم والده وعم أحمد يحسس على شعره بكل حنان ورقه... ترى كيف هو الآن؟
عم أحمد هو والد عاطف زوج أختي وكان نعم الأب والحمى لأختي منى.. لا يبخل عليها بأي شيء ويعاملها كابنته بل وأكثر من ابنته... لم أجلس معه كثيرا ولم أتحدث معه إلا قليلا ولكن موافقة مع ابنه "عاطف" وأختي "منى" كانت دليلي لتلك الشخصية.. رجل بسيط وطيب إلى أبعد الحدود وكان يملك بئرا للحنان لا نهاية له.. لا تملك حين تعرفه إلا أن تحبه بوجه البشوش وضحكته العذبة وملامحه التي حفر عليها الزمن قصص كثيرة
عرفت عنه حبه الشديد لابنه.. كانت بينهما علاقة غريبة، ليست علاقة أب بابنه بل علاقة صديق بصديقة أو أخ لأخيه.. وحقيقة لقد ربى "عم أحمد" وأحسن التربية.. وقدم لأختي أجمل هدية، قدم لها رجل بما تحمل هذه الكلمة من معاني، خلوق وكريم وطيب وكنت دائما ما أقول لنفسي إذا كان هذا هو حال الابن فكيف يكون الأب؟؟؟
عرفت عنه حبه الشديد لزوجته.. زوجته التي ولدت على يديه وكان يبلغ من العمر حينها ست سنوات وعرفت أنه من اشترى أول ملابسها وقام بتربيتها وبتعليمها وحينما كبرت تزوجها، ومن الحكايات الخاطفة التي كان يقولها عاطف عن أبيه وأمه، عرفت كم كان يحب هذا الرجل زوجته، التي رحلت عنه منذ عشر سنوات تقريبا، ورغم مرور كل هذه السنوات إلا أنه ظل يذكرها حتى يومنا هذا وكأنها رحلت عنه أمس.. وحينما رحل هو الآخر عن عالمنا قال عاطف: راح لحبيبته
لم اعرف عنه غير كل خير ودائما ما كنت أقول لأمي : أنا نفسي ربنا يكرمني بحمى زي عم أحمد.. أصله راجل طيب أوي.. وحينما فارقنا قالت أمي : الله يرحمه.. ساب رسالة طيبة وراه
أختي هي من شهدت وفاته، وكانت تجربة مؤلمة بالنسبة لها خصوصا أنها لم ترى أي شخص يموت أمام عينها من قبل، قالت كنت أداعبه فنظر لي وابتسم دون أن يبادلني كلمة واحدة.. تركته جالس على الأريكة وذهبت أصلي المغرب وبينما أصلي سمعته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقالت: الحاجة الغريبة بقى، إن عمو كان عنده منبه بيحبه أوي.. كان بيظبط عليه التاريخ دايما وكان بيصحى عليه.. المنبه ده وقف لحظة وفاة عمو وماشتغلش تاني لحد دلوقتي
توقفت دقات المنبه الساعة السادسة وعشر دقائق، توقفت مع توقف دقات قلب الرجل الطيب.. توقفت يوم الأحد 24-2-2008
ربنا يصبرك يا عاطف على الفراق... ويربط على قلبك ويرزقك السكينة.. وربنا يرحمك ياراجل ياطيب ويجعلك من أهل الجنة وبجد يا عمو أحمد حتوحشني أوي وحيحوشني كلامك القليل وقاعدتك اللي الوقت فيها كان بيمر بسرعة البرق... صحيح إنت مش سامعني دلوقتي بس مسيرنا نتقابل تاني في الجنه وساعتها حقولك قد إيه أنا كنت بحبك وبقدرك يا أعظم زوج وأحن أب.. فإلى الملتقى
____________________
أرجو من كل من يمر هنا أن يقرأ الفاتحة على روح هذا الرجل الطيب وأن يدعو له بالمغفرة ولابنه بالصبر