اسمه محمد أشرف.. لا تظن أنه لاعب الكره الشهير أو كاتب السيناريو الذي نجد اسمه مذيل على المسلسلات بل هو أخي .. أخي الوحيد .. يبلغ من العمر 28 عاما .. كان في خلاف مع زوجته ووصل الأمر بينهما إلى حد الطلاق وكان العند يلعب لعبته معهما .. تمنى محمد أن يرى ابنه الوحيد يزيد وابنته الصغيرة روفان ولكن خافت زوجته ان تفقد ولديها في لحظة .. حتى جاء ذلك اليوم الذي لا أذكر وقته او ساعته ولكنه حقيقي يوم السبت الموافق 5-12-2015 قيل انه توفي من الساعة التاسعة مساء وأنا وأمي في البيت قلقين على أخي الصغير الذي ظننا أنه اصيب حين اصطدم بشجره أو وقع في المدخل واصيبت قدمه .. كلمت أبي على الهاتف فوجدته يقول لي بصوت باكي : هو بخير ونحن قادمون .. لم أكن مطمئنه .. قلت لأمي ما حدث ولكني غير مطمئنه فقالت لي كلميه مرة أخرى فهاتفته واعطيت الهاتف لأمي : فقالت له : أشرف .. خليني أكلمه فقال لها : معلش يا أم محمد هو نايم فصرخت أمي : ابني
فأغلقت الهاتف سريعا وأمسكتها من يدها وقلت لها أمي لا يجوز الصراخ فجأة رن الباب ودخل الأهل والاقارب وكلهم غير مصدقين لما يحدث ولا حتى أنا .. فأبت الدموع أن تنزل ورفضت أن يضمني اي شخص .. كنت فقط أريد حضن أمي ولكني كنت أعلم أني سأتعبها معي فهو إن كان أخي .. ابنها الوحيد .. أنام باكيه كل ليلة .. أتذكر موقفه هذا وضحكته تلك وطفليه يزيد (سنتين) وروفان (6أشهر) .. كنت موجوعه واشعر بالألم ولكن وجود أبي بجواري جعلني في حالة ثبات .. ابي الذي كنت ادعو الله دائما الا أرى فيه مكروه وانا على قيد الحياة .. حتى مرض ابي بألم في الظهر وقد كان يشكو من السكر والضغط وفيروس سي ويتناول دواء السوفالدي.. وجاء يوم آخر قالت أمي بروحها الطيبة : المحشي ده احنا مش حناكله يا مروة .. قلت لها في رفض : ليه ياماما .. بابا حيبقى كويس وحتشوفي .. دعوت له في صلاة الظهر ان يبارك الله في عمره وان يشفيه من مرضه
بابا الذي طلب مني ان اظل بجواره ولا أذهب إلى اي مكان وأنا أقول بهدوء يا أبي سأعود لا تقلق .. لقد كان يشعر أنها النهاية وكان يقول الشهادة من وقت إلى الثاني وجاء يوم الأحد .. كان أبي يتصبب عرقا ويقول لي : مانمتش من إمبارح يا مروة .. قلت له : معلش يا بابا استحمل .. هانت ده فاضل يوم واحد في دواء السوفالدي .. هانت وهو يقول يا مروة أنا انتهيت .. أكل كوب من الزبادي وظل يتصبب عرقا ويشرب ماء .. نزلت إلى الصيدلية القريبة ورجوت الدكتور أن ياتي معي لكن الصيدلية لم يكن بها غير دكتور واحد فقط .. علمني كيف أعطي والدي الحقنه ولكن أبي أبى وأعطى لنفسه قليلا من الحقنه في الوريد .. قلت له سآتي بالدكتور الساعة الثالثه .. جلست مع أمي وظل أبي ينتقل بين السرير والكرسي حتى سكن تماما على الكرسي.. ظننته فاقد الوعي .. صرخت أمي قلت لها : ياماما ده مغمى عليه .. غيبوبة سكر .. انا رايحة أجيب الدكتور .. ورفض مرة أخرى أن يأتي معي وارسل صبي صغير ليقيس له الضغط والسكر .. فقلت له : بابا كويس
الصبي : ايوة بس روحي هاتى دكتور .. واتيت بالطبيب وكان نفس الطبيب الذي أخبرنا بوفاة أخي .. قام بكشفة ثم قالها لنا في سرعه : البقاء لله
ليأتي يوم الأحد22-2-2016 .. ويخبرني أنني لن أدخل وأقبل أبي من جبينه مرة أخرى .. لن أقيس حرارته ... لن أمسك له يده .. لن استشيره قبل عملي الجديد .. لن أقول كلمه أبي مرة اخرى لانه قد مات
رب ارحمهما وأنر قبرهما ووسع فيه مد البصر وأنس وحشتهما وأغسلهم بالماء والثلج والبرد واجمعني بهم في الفردوس الأعلى من الجنه يارب العالمين