أنظر إلى نافذة حجرتي وأنا ممدده على سريري
ها قد جاء الصباح.. وصوت العصافير تزقزق على أغصان الأشجار بالخارج
وها أنا ذااستيقظ على غير عادتي كل يوم
استيقظ قبل رنين منبه هاتفي المحمول بجواري
لن أفعل كما أفعل كل يوم وأنظر إلى ذلك المنبه في ملل وضيق لأنه قرر الرنين الآن ولم يترك لي الفرصة لمزيد من النوم وأقوم بما افعله كل يوم والتأجيل لعشر دقائق أخرى وكأنها ستفرق معي
نشاط غريب ينتابني ورغبة في اللبس والنزول فورا إلى عملي.. عجيب هذا النشاط وهذا اليوم أيضا
نهضت من على سريري، غسلت وجهي وأسناني وأرتديت ما رأيت أمام عيني
ثم لففت حجابي فوق رأسي أمام المرآة
ذلك الكائن الذي أبدو معه مختلفة عن كثير من الفتيات ولا أقف أمامه طويلا إلا لو كنت في حاجة ماسة إلى ربط حجابي بشكل جيد
ولأول مرة أقف أمام المرآة أتطلع في شغف إلى وجهي، أدقق أكثر في ملامحي .. تبدو لطيفة وجميلة
"كم تبدين رائعة يا فتاة؟" هكذا قلت لنفسي ثم سألتها: ترى ما سر كل هذا التألق اليوم ؟
ثم قمت بحركة تبدو غريبة لبعض من يعرفني ولكني أداوم على فعلها لأنني وبكل بساطة أحبها، فأنا أحدث ربي دائما من نافذة حجرتي خصوصا في الليل ومن أسعد أوقاتي حينما أرى القمر متربعا في عرش السماء لذا فتحت النافذة في ذلك الصباح وشخصت بصري للسماء ودعوت ربي: يارب أريد أن ألقاه اليوم ثم أغلقت النافذة وتناولت حقيبتي وذهبت إلى عملي وكلي إشراق
شعرت برغبة عارمة أن أسير قليلا في الطرقات وابتسامة غريبة تعلو وجهي ثم قررت ركوب المترو كما أفعل كل يوم حتى لا أتأخر عن العمل
دخلت المترو
وغبت بين طيات كتاب أحمله معي
وفجأة نسيت كل شيء
نسيت صباحي
ونسيت دعائي
وكان كل تركيزي في الكتاب الذي بين يدي
ذهبت وجلست خلف حاسوبي حتى جاء صوت من ورائي قائلا : سلام عليكم
نظرت خلفي فوجدت شاب طويل منمق في ملبسه فقلت : عليكم السلام .. أهلا بك
قال : أنا محمد مصطفى .. كان لي موعد اليوم لتقديم سيرتي الذاتية وعمل مقابلة مع أصحاب العمل هنا.. لي موعد مع المدير
قلت له في شك: يبدو أنني أعرف صوتك.. هل تعمل في إذاعة .... على شبكة الإنترنت
قال مبتسما : نعم أنا أعمل بها .. هل تستمعين لها
- بالطبع من وقت لآخر أثناء العمل، فعملنا كله على الإنترنت.. مسلية هذه الإذاعة وفريقها أكثر من رائع كما أني أشيد بلغتك العربية
- أشكرك
- لا عليك.. سيأتي المدير بعد نصف ساعة .. مكتبه في الدور الثاني .. يمكنك الانتظار هناك
- شكرا للمساعدة
لا أعرف لماذا عاد الصباح ليكرر نفسه بكل تفاصيلة من جديد أمام عيني
لماذا أتذكر دعوتي لربي من النافذة
هل حان الوقت.. هل هو ما كنت أظن أنني سأقابله اليوم .. هل تلعب الصدفة معي إلى تلك الدرجة لتقول لي أنها الآن تقف بجواري
أم أن كل هذا مجرد تفكير ساذج ليس له أي أساس من الصحة
ابتسم أكثر
وقلبي ينشغل حتى وان كان لم يحب بل أحب تلك اللعبة التي دخل بها
أعجب بتلك الفكرة الساذجة التي أقحمت نفسها لتلعب دورا جديدا معه
يذهب محمد دون أن أراه أو أقول إلى اللقاء وأتمنى له حظا سعيدا وموفقا
ولم يأتي للعمل معنا رغم أنني كنت أعرف كثيرا عن تفوقه
وتظل سعادتي بتفكيري الساذج ويظل قلبي منشغلا قليلا ويحلم كثيرا
بعد وقت علمت أن أذاعته لا تبعد كثيرا عن مكان عملي .. كنت في وقت ذهابي أو أيابي أتمنى لو أراه مرة أخرى .. صدفة أخرى لا بأس بها
ويظل هتافي بذلك الدعاء يتردد كثيرا في أذني
ويظل قلبي مشغول قليلا ومبتعد عن متاعب الحياة
وتمر الأيام
وأظل أنا
مشرقة
متألقة
حالمة
سعيدة
ساذجة
يظن صديقاتي أن الحب قد طرق ودخل دون انتظار وأنني لا أريد أن أخبر أحد إلا أن كل ما أخفيه عنهن يبدو جليا في عيني
لم يعرفن أنني أعجبت ببطل لم يدري أنه كان جزءا من حياتي في لحظة لقاء.. أقتحمها في لحظة ساذجة بريئة ولذيذة
ثم كما ظهر اختفى
وتمر أيام
ثم شهور وشهور
وتنطوي القصة كما بدأت
لكن تبقى أمامي جملة ترن في أذني: تفكير ساذج لكنه لذيذ ومنذ متى تتعارض اللذة مع السخف؟***
جملة كنت أعشقها دون أن أضع لها وصفا حتى جاء ذلك الموقف وكأنه أعد خصيصا لتفسر نفسها فيه
يختفي البطل من حياتي فجأة كما ظهر فجأة
ويبقى الموقف الذي أذكره من وقت لأخر لتعلو وجهي ابتسامة نضرة
وتبقى الكلمة تردد في لهفة لتقول لي أنها هي البطلة في تلك القصة وليس ذلك الفتى الهمام
ويظل قلبي كما هو.. خاويا، يحن كثيرا لنصفه الآخر
يبحث عنه وينتظره في شغف ولهفة
ويبقى بداخلي سؤال
ترى هل سينتظر قلبي طويلا؟!
_____________________________________
*** الكلمة من كلمات د. أحمد خالد توفيق .. كاتب أدب الرعب العربي
ها قد جاء الصباح.. وصوت العصافير تزقزق على أغصان الأشجار بالخارج
وها أنا ذااستيقظ على غير عادتي كل يوم
استيقظ قبل رنين منبه هاتفي المحمول بجواري
لن أفعل كما أفعل كل يوم وأنظر إلى ذلك المنبه في ملل وضيق لأنه قرر الرنين الآن ولم يترك لي الفرصة لمزيد من النوم وأقوم بما افعله كل يوم والتأجيل لعشر دقائق أخرى وكأنها ستفرق معي
نشاط غريب ينتابني ورغبة في اللبس والنزول فورا إلى عملي.. عجيب هذا النشاط وهذا اليوم أيضا
نهضت من على سريري، غسلت وجهي وأسناني وأرتديت ما رأيت أمام عيني
ثم لففت حجابي فوق رأسي أمام المرآة
ذلك الكائن الذي أبدو معه مختلفة عن كثير من الفتيات ولا أقف أمامه طويلا إلا لو كنت في حاجة ماسة إلى ربط حجابي بشكل جيد
ولأول مرة أقف أمام المرآة أتطلع في شغف إلى وجهي، أدقق أكثر في ملامحي .. تبدو لطيفة وجميلة
"كم تبدين رائعة يا فتاة؟" هكذا قلت لنفسي ثم سألتها: ترى ما سر كل هذا التألق اليوم ؟
ثم قمت بحركة تبدو غريبة لبعض من يعرفني ولكني أداوم على فعلها لأنني وبكل بساطة أحبها، فأنا أحدث ربي دائما من نافذة حجرتي خصوصا في الليل ومن أسعد أوقاتي حينما أرى القمر متربعا في عرش السماء لذا فتحت النافذة في ذلك الصباح وشخصت بصري للسماء ودعوت ربي: يارب أريد أن ألقاه اليوم ثم أغلقت النافذة وتناولت حقيبتي وذهبت إلى عملي وكلي إشراق
شعرت برغبة عارمة أن أسير قليلا في الطرقات وابتسامة غريبة تعلو وجهي ثم قررت ركوب المترو كما أفعل كل يوم حتى لا أتأخر عن العمل
دخلت المترو
وغبت بين طيات كتاب أحمله معي
وفجأة نسيت كل شيء
نسيت صباحي
ونسيت دعائي
وكان كل تركيزي في الكتاب الذي بين يدي
ذهبت وجلست خلف حاسوبي حتى جاء صوت من ورائي قائلا : سلام عليكم
نظرت خلفي فوجدت شاب طويل منمق في ملبسه فقلت : عليكم السلام .. أهلا بك
قال : أنا محمد مصطفى .. كان لي موعد اليوم لتقديم سيرتي الذاتية وعمل مقابلة مع أصحاب العمل هنا.. لي موعد مع المدير
قلت له في شك: يبدو أنني أعرف صوتك.. هل تعمل في إذاعة .... على شبكة الإنترنت
قال مبتسما : نعم أنا أعمل بها .. هل تستمعين لها
- بالطبع من وقت لآخر أثناء العمل، فعملنا كله على الإنترنت.. مسلية هذه الإذاعة وفريقها أكثر من رائع كما أني أشيد بلغتك العربية
- أشكرك
- لا عليك.. سيأتي المدير بعد نصف ساعة .. مكتبه في الدور الثاني .. يمكنك الانتظار هناك
- شكرا للمساعدة
لا أعرف لماذا عاد الصباح ليكرر نفسه بكل تفاصيلة من جديد أمام عيني
لماذا أتذكر دعوتي لربي من النافذة
هل حان الوقت.. هل هو ما كنت أظن أنني سأقابله اليوم .. هل تلعب الصدفة معي إلى تلك الدرجة لتقول لي أنها الآن تقف بجواري
أم أن كل هذا مجرد تفكير ساذج ليس له أي أساس من الصحة
ابتسم أكثر
وقلبي ينشغل حتى وان كان لم يحب بل أحب تلك اللعبة التي دخل بها
أعجب بتلك الفكرة الساذجة التي أقحمت نفسها لتلعب دورا جديدا معه
يذهب محمد دون أن أراه أو أقول إلى اللقاء وأتمنى له حظا سعيدا وموفقا
ولم يأتي للعمل معنا رغم أنني كنت أعرف كثيرا عن تفوقه
وتظل سعادتي بتفكيري الساذج ويظل قلبي منشغلا قليلا ويحلم كثيرا
بعد وقت علمت أن أذاعته لا تبعد كثيرا عن مكان عملي .. كنت في وقت ذهابي أو أيابي أتمنى لو أراه مرة أخرى .. صدفة أخرى لا بأس بها
ويظل هتافي بذلك الدعاء يتردد كثيرا في أذني
ويظل قلبي مشغول قليلا ومبتعد عن متاعب الحياة
وتمر الأيام
وأظل أنا
مشرقة
متألقة
حالمة
سعيدة
ساذجة
يظن صديقاتي أن الحب قد طرق ودخل دون انتظار وأنني لا أريد أن أخبر أحد إلا أن كل ما أخفيه عنهن يبدو جليا في عيني
لم يعرفن أنني أعجبت ببطل لم يدري أنه كان جزءا من حياتي في لحظة لقاء.. أقتحمها في لحظة ساذجة بريئة ولذيذة
ثم كما ظهر اختفى
وتمر أيام
ثم شهور وشهور
وتنطوي القصة كما بدأت
لكن تبقى أمامي جملة ترن في أذني: تفكير ساذج لكنه لذيذ ومنذ متى تتعارض اللذة مع السخف؟***
جملة كنت أعشقها دون أن أضع لها وصفا حتى جاء ذلك الموقف وكأنه أعد خصيصا لتفسر نفسها فيه
يختفي البطل من حياتي فجأة كما ظهر فجأة
ويبقى الموقف الذي أذكره من وقت لأخر لتعلو وجهي ابتسامة نضرة
وتبقى الكلمة تردد في لهفة لتقول لي أنها هي البطلة في تلك القصة وليس ذلك الفتى الهمام
ويظل قلبي كما هو.. خاويا، يحن كثيرا لنصفه الآخر
يبحث عنه وينتظره في شغف ولهفة
ويبقى بداخلي سؤال
ترى هل سينتظر قلبي طويلا؟!
_____________________________________
*** الكلمة من كلمات د. أحمد خالد توفيق .. كاتب أدب الرعب العربي
هناك تعليق واحد:
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بتشكرك على هذه الإمضاءات الرائعه
والتألق والإبداع الراقي المميز
سلمت أناملك على هذا الأطراااء
دمتي بكل ود
أبسنت الحجي
absnt
http://absnt-absnt.blogspot.com
إرسال تعليق