followers

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 9 أكتوبر 2009

حائط المعبد






أحب الأقصر .. أذهب إليها من حين لآخر خصوصا في الشتاء .. أعشق معبادها... تماثيلها وحتى رائحتها .. اعشق كل شيء فيها

وفي صباح ذلك اليوم استقيظت مبكرا على غير عادتي .. وفكرة واحدة تلح علي .. أن أسافر للأقصر.. والآن

"ما هذا الجنون .. الأقصر .. الآن .. كيف ؟؟"

لا أعرف كيف رتبت حقيبتي الصغيرة وارديت ملابسي وتوجهت إلى محطة القطار
ولحسن حظي وجدت مكانا شاغرا لي في القطار

وسافرت

وصلت تقريبا وقد غابت الشمس

شعرت بنشوة بالغة .. كم أحب هذا المكان

ذهبت إلى فندق صغير عادة ما أحجز فيه كلما سافرت .. وعادة أنام في الغرفة ذاتها .. لاتتغير أبدا وكأنها مسكني الخاص هنا ، اتركه لفترة وأعود إليه لأجد كل شيء مرتب في مكانة والمكان نظيف بلا اي ذرة تراب

استلقيت على السرير محاولا النوم فانا تقريبا لم أنم غير ساعتين منذ ليلة أمس ولكني ظللت على سريري أفكر في لاشيء

تحركت لأفتح النافذة ونظرت للسماء وابتسمت حين رأيت القمر مكتملا أمامي
قررت ان أنزل وأسير قليلا بين معابد الأقصر تحت سماء تلك الليلة الصافية
ظللت أسير وسط المعابد .. أتأمل الجدران في الظلام.. اسمع صوت الصمت حينا وصوت خفقات قلبي حينا أخرى

تعبت من السير فارتكنت على أحد الجدران .. ألتقط أنفاسي وبينما أنا هكذا سمعت صوتا .. ركزت أنتباهي أكثر .. انه صوت شخص ما يخدش الحائط.. ترى من يفعل هذا الآن ولماذا؟

تحركت تجاة الصوت فوجدت فتاة تجلس على أرضية المعبد.. وتنحت بيدها على جدرانه .. تحركت تجاهها وتعمدت أن يكون صوت خطواتي مرتفعا ولكنها لم تلتف لي وكأنها لا تسمعني ولا تراني

الغريب فيها انها كانت ترتدي الزي الفرعوني وشعرها مصفف مثلهم تماما
هذا ليس مشهد سنيمائي بالتأكيد وإلا فأين الكاميرات والمخرج وفريق العمل .. هذه الفتاة مختلة عقليا .. هاربة من مستشفى للأمراض العقلية

- "هل أنت متأكد من هذا"

- "ما هذا .. من أين جاء هذا الصوت"

- "مني أنا .. الفتاة المختلة عقليا "

نظرت في خوف إليها وحينما حاولت أن أتحدث لم تتحرك شفتاي ولكن أفكاري سمعتها واضحة تقول : من أنت؟؟

الفتاة : أنا تي .. اسمي تي وأنت

أنا : اسلام

تي : اسم غريب .. يبدو ان الأسماء الفرعونية اختفت في زمنكم هذا

اسلام : ليس بالدرجة .. هي نادرة فقط .. ولكن أتريدي أن تقولي انك لست من هذا الزمن

التفت إلي لأول مرة وقالت بأفكارها : ماذا تظنني إذن ؟؟

اسلام : جميلة

تي : ماذا ؟؟

لا اعرف لماذا قلت هذا مباشرة ولكنها حقا كانت فتاة جميلة آثرة كقمر ليلتي تلك.. قلت لها : عذرا ولكني اشعر أنني أحلم .. هذا ليس حقيقي

تي : هذا شأنك إذن

اسلام : أنا فقط لم اقابل شيء كهذا من قبل .. ما قصتك ؟؟

تي : كما قلت لك اسمي تي .. الاميرة تي .. حباني الله بوجه جميل .. اعتبرة الكل نعمه من الله ولكني كنت أراها نقمة

اسلام : لماذا

تي : لانها السبب في عذابي طوال حياتي .. أحبني أمازيس ولكني لم أحبه و كان ملك جبار .. قتل الشخص الوحيد الذي أحببته بالسم .. وحبسني في قصره .. منعني عن الجميع .. عين لي جاريتين تخدماني .. كان يغار علي بشده حتى من نفسه .. لم أحتمل .. كانت لي جارية تحبني طلبت منها أن تحضر لي سما .. حتى أتخلص من حياتي تلك وحتى أموت بنفس الطريقة التي مات بها من أحب

اسلام : وكيف وصلت إلى هنا

تي : صدقني لا أعرف .. ما يحزنني انني وجدته أيضا ورائي هنا .. قتله أحدهم بسبب جبروته وبدلا من أن أقابل الشحص الوحيد الذي أحببته وجدته يطاردني هنا أيضا

اسلام : هل تظهرين للجميع ؟؟

تي : لا أفهم

اسلام : اقصد هل قابلك أحد غيري ؟؟

تي : قليلون ولكني لم أرتاح لأحد مثلك

ابتسمت ، أنا ايضا أرتحت لها ولوجهها الجميل .. وروحها الطيبة .. فجأة وجدت ملامحها تتبدل وظهر عليها علامات الفزع الشديد

اسلام : ما الأمر

تي في فزع : انه هنا

اسلام في توتر : من

تي : أمازيس .. هيا أهرب حالا قبل أن تصيبك لعنته
اسلام : لا لن ................1

وفجأة أختفى كل شيء حولي وسمعت صوتا يقول من بعيد : من هناك .. هل من أحد هنا

نظرت خلفي فوجدت شرطي ولكني لم أتبين ملامحه بسبب الظلام .. واقترب الشرطي وهو يقول : أنت .. هناك

لا أعرف لماذا هربت .. جريت بكل ما لدي من قوة حتى وجدت نفسي أمام الفندق .. هرولت إلى غرفتي وأغلقت الباب جيدا .. حتى نافذة الغرفة أغلقتها .. وألقيت نفسي على سريري وظلت ذكريات تلك الليلة تحاصرني حتى غلبني النوم

في صباح اليوم التالي قمت متأخرا كعادتي وكنت اشعر بارهاق شديد وذكريات ليلة أمس مازالت تحاصرني .. هل حقا قابلت إحدي ملكات الفراعنة أم أن كل هذا كان مجرد هلاوس بسبب قلة نومي .. قررت ألا أفكر في الموضوع مرة أخرى ولكني لم استطع وجدت نفسي أذهب مرة أخرى لنفس المعبد واتوجه لنفس الحائط التي كانت ترسم عليه الملكة أمس

وهناك وجدت مرشد مع مجموعه من السياح ووجدته يقول : هذا المعبد للملك أمازيس ودفنت فيه الملكة تي حبيبه أمازيس التي قتلت نفسها بالسم أما بالنسبة لهذا الوجه فلم يتعرف عليه أحد بعد .. ويعتقد البعض أن ذلك الرأس لجندي أو مزارع بسيط ولكن لم يتأكد ذلك بعد

رحل الجميع واقتربت من الحائط أنظر لذلك الوجه .. يبدو مألوفا لي بشده .. نعم أنا أعرف هذا الوجه

أنا أراه كل يوم في المرآه

الوجه الذي كان منحوتا على حائط المعبد .. هو وجهي .. وجهي أنا





تمت
مروة أشرف

هناك 9 تعليقات:

Wish I were a Butterfly ... يقول...

إيــــه دة يا مروة؟؟
ماشاء الله تـــــــحفة :). بجد مش مجاملة خالص

عجبتني القصة أوي
و الأسلوب في الأول كنت مش متأكدة إذا كان حاجة انت كاتباها ولا جزء من قصة قرأتيها

بجد استمتعت بقرائتها جدا، وبنهايتها أكيد
:)
تحيــاتي يا موهوبة

romansy يقول...

قصه جميله قوى قوى
عجبنى فيها التنقل الجميل بين الحقيقه والخيال
احساس جميل قوى لما نروح لمكان بنحبه
ونلاقى فيه اشخاص بنرتاح ليهم قوى
وكانت النتيجه الحب المتبادل بين الطرفين
علشان كده رسمت الوجهه الجميل اللى ملحقتش تكمله
تحياتى لقلمك الجميل

أميرة من غير قصر ولا بستان.. ولا الشاطر حسن كمان يقول...

مروة... انتي عبقريقة :):)

بجد المرة دي تفوقتي على نفسك :)

عجبني اوي اوي ازاي دخلتي التاريخ ف حكاية بتاعة دلوقتي ، وازاي احنا جزء من كل حاجة سبقتنا :)

بدعيلك ربنا تكوني جزء من حاجة سبقتك وتكوني كل في حاجة دلوقتي :)

الفراشة الصغيرة يقول...

مممممممممممم

ايه الجمال ده يا راما

فعلا قصه جميلة

دومتى مبدعه متألقه

الفراشة الصغيرة يقول...

راما صح يا بنتى حبيبتى

فين الحلقه بتاعتى

هتبعتيها امتى

موجة يقول...

بوست رائع جداً

تقبل زيارتي

تشرفني زيارتك

خالص تحياتي

مجرد موجة

sakayar يقول...

أسلوبك القصصي جميل يا راما وممتع
تنفعي تشتغلي ف الاعلام وليكن مثلاً في قناة فضائية انتي عارفاها
:)
بس عندي سؤال بجد
انتي بتقرأي لأحمد خالد توفيق؟
فيه لمسة كده ف البوست حسيتها كإني بقرأ له
استمري في أسلوبك ده
واحنا بنشجع المواهب
:)

ليله شتاء يقول...

الله قصه جميله أوى

Eslam Diab يقول...

bas ya tara men eslam?!!
:D