ظل ينظر طويلا إلى تلك العرائس المتراصة بشكل منمق بجوار بعضها البعض .. عرائس في أبهى زينتها وملابسها
وقف يحدق طويلا فيهن وقال : ترى ما الذي تخفيه ورائها طبقات الزينه تلك .. حاول أن يبحث فيما وراء تلك الأقنعه ولكنه لم يستطع أن يصل إلى شيء
ثم خطر خاطر أخر لديه : من أين سنأتي لكل هؤلاء العرائس بفتيان.. ولكن.. لا.. هؤلاء لسن عرائس هن جواري .. نختار من بينهن من نحب ..
شعر وكأنه يقف في سوق عربي قديم.. يرى النخاسيين وهم يعرضوا الجواري.. يرى الرجال وهم يقلبون بصرهم على الجواري .. يرى باعه تنادي على بضائعها .. ثم وقع بصره على أحصنة متناثرة هنا وهناك.. أحصنة بيضاء .. رقيقة .. لذلك كان حريص وهو يتحسس أحدهم حتى لا ينكسر منه.. ما لفت نظره أكثر هو أن جميع الأحصنة بلا فرسان.. كلها منتظرة فارسها
وفجأة خرج من السوق وعاد إلى أصوات الزحام من حوله وأصوات أبواق السيارات وصراخ لأطفال عاد إلى "المولد" كما يطلق على الزحام.. ما أخرجة هو صوت ابنه وإلحاحه وهو يقول : بابا بابا.. هات الحثان ده يابابا.. هات الحثان ده
أحضر له حصان من بين الأحصنة المتناثرة وأعطاة له برفق وهو يفكر في فارس هذا الحصان .. ولكن ما إن أمسك ابنه به حتى التهم رأسه مباشرة
لم يعرف لماذا شعر بكل هذا الأسى وهو يرى ابنه يلتهم رأس الحصان وزادت حيرته أكثر وهو يقول : لماذا لم تنتظر يا ولدي حتى يأتي الفارس
ولكن ابنه لم يبالي أو يفهم ما يقوله والده واستمر في التهام الحصان في استمتاع وفرح
_________________________________________
كل عام وأنتم بخير بمناسبة المولد النبوي الشريف.. واللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم